أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال قوات الأسد 412 من الشبان السوريين خلال شباط فبراير الماضي، بينهم 17 طفلاً، و38 سيدة (أنثى بالغة)، وأبانت في تقرير لها اليوم السبت أن عدد المعتقلين من قبل كافة أطراف النزاع في سوريا بلغ 579 معتقلاً في الشهر نفسه، حيث اعتقلت قوات الإدارة الذاتية 51 شخصاً، بينهم 6 طفلاً، و2 سيدة، واعتقل تنظيم “الدولة” 39 شخصاً، بينهم 3 أطفال. فيما اعتقلت “هيئة تحرير الشام” 61 شخصاً، جميعهم من الرجال، واعتقلت فصائل في المعارضة المسلحة 16شخصاً، بينهم طفل واحد.
وأشار التَّقرير، الذي اطلعت “زمان الوصل” عليه، إلى توزُّع حالات الاعتقال التَّعسفي حسب المحافظات، حيث تصدَّرت محافظة دمشق وريفها بقية المحافظات بـ 160 حالة اعتقال.
وأشار إلى ما لا يقل عن 153 نقطة تفتيش ومداهمة نتج عنها حالات حجز للحرية متوزعة على المحافظات، حيث كان أكثرها في محافظة دمشق، بينما تصدَّرت قوات النظام السوري الجهات المسؤولة بنسبة 87% عن المداهمات تليها قوات الإدارة الذاتية الكردية.
وذكرَ التقرير أنَّ الأشخاص في سوريا يتعرَّضون للاعتقال التَّعسفي بشكل يومي منذ بدء الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار مارس/2011 إما لأنَّهم مارسوا حقَّاً من حقوقهم الأساسية مثل الحقِّ في حرية الرأي والتَّعبير، أو لأنَّهم حُرموا من المثول أمام محاكمة عادلة، أو لأنَّهم احتجزوا بعد انقضاء مدة العقوبة المفروضة عليهم.
وعزا ارتفاع أعداد المعتقلين لدى قوات الأسد إلى عدة أسباب من أهمها أنَّ كثيراً من المعتقلين لم يتم اعتقالهم لجريمة قاموا بارتكابها، بل بسبب نشاط أقربائهم في فصائل المعارضة المسلحة، أو بسبب تقديم مساعدة إنسانية، مشيرا إلى أن أغلب حالات الاعتقال تتمُّ بشكل عشوائي وبحقِّ أناس ليس لديهم علاقة بالحراك الشعبي أو الإغاثي أو حتى العسكري، إضافة إلى تعدُّد الجهات المخوَّلة بعمليات الاعتقال والتَّابعة لقوات النظام وقيامها بعمليات الاعتقال التَّعسفي دون أي رقابة قضائية من الجهات الحكومية.
وسجَّل التقرير قيام قوات النظام بحملات دهم واعتقال موسعة في شباط فبراير بهدف التجنيد، قامت بها في مراكز المدن الرئيسة وفي الجامعات والدوائر الحكومية والأسواق، وتركزت عمليات الاعتقال هذه في محافظات حماة واللاذقية ودمشق وحلب، واستمرت قوات النظام أيضاً في سياسة اعتقال ذوي مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة بهدف استخدامهم في عمليات مبادلة المحتجزين.
قوات “الإدارة الذاتية” الكردية، حسب التقرير، استمرت في سياسة الاعتقال التعسفي بهدف التجنيد القسري في صفوفها، تركزت عمليات الاعتقال التعسفي هذه على فئة الشباب من 18 حتى 24 عاماً مع التأكيد على قيامها بعشرات الاعتقالات بحقِّ الشرائح العمرية الأقل حتى 14 عاماً دون التمييز بين الجنسين، حيث شملت عمليات الاعتقال هذه الفتيات أيضاً، وتركزت في محافظة الحسكة.
… https://www.zamanalwsl.net/new