أصدرت الشبكة السورية لحقوق الانسان تقريراً بعنوان “الذل المرير” وثقت فيه قصة استعباد 45 فتاة سورية في لبنان من قبل عصابات متنافسة ومنتشرة تتاجر بأجساد اللاجئات السوريات.
وذكر التقرير أن هناك ما لايقل عن 45 امرأة سورية تعرضن لعنف جنسي مستمر، من بينهن 8 فتيات دون سن الثامنة عشرة، حدث هذا في ناديَين: “chez Mauric” و “silver” اللَذين تعود ملكيتهما لموريس جعجع، في منطقة المعاملتين في بلدة جونية، وهي منطقة معروفة بانتشار الأندية الليلية، وذلك في الفترة الممتدة تقريباً من نهاية عام 2013 حتى آذار/ 2016.
وعن مصير الفتيات قال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: “لدينا تخوف حقيقي على مصير الفتيات الـ 45، فلا هُنَّ قادرات على العودة إلى سوريا، ولا هنَّ قادرات على البقاء في لبنان، خوفاً من أن تقوم “عصابة استعباد الفتيات السوريات” باستهدافهن بالخطف أو التصفية، لابد على المفوضية العليا للاجئين أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، يجب تأمين الحماية لهن من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولابد من تأمين دعم نفسي وصحي وسكن آمن لهن في أقرب فرصة ممكنة، ويجب على الدولة اللبنانية حمايتهن في تلك الأثناء”.
وأضاف التقرير أن بلاغ شعبة العلاقات العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، الذي صدر في يوم 31/ آذار/ 2016 كان نقطة البداية لكشف حجم العنف الجنسي تجاه اللاجئات السوريات في لبنان حيث كشف البلاغ عن وجود شبكة استعباد جنسي مارست عمليات تعذيب، وتشويه، واغتصاب، وإجهاض، واستعباد جنسي، وتهديد بفضح الضحايا ونشر صورهن وفيديوهاتهن عاريات، وغير ذلك من ممارسات سادية، تشبه عمليات الاستعباد الجنسي التي يمارسها تنظيم داعش المتطرف، مع فارق واحد عن تنظيم داعش، هو أن التنظيم يقر بهمجيته الوحشية على الأقل، ولايُهدد بفضح الضحايا ونشر الصور والفيديوهات.
و أشار التقرير إلى أن هذه العصابة وأعضاؤها لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، تستهدف فئتين من النساء بشكل مدروس ومنظم، منهن فتيات سوريات داخل سوريا أو لاجئات سوريات داخل لبنان، مستغلة ظروف اللجوء الصعبة، وتراجع مستوى الدعم المقدم من الأمم المتحدة، حيث تنتقي شبكة العصابة المنظمة ضحاياها بخبرة ودراسة مركزة، وتعتمد على الحالات الأشد فقراً، وعلى من فقدت زوجها، وعلى من انهارت نفسيتها، وما شابه ذلك. بعد إقناع الفتاة يتم نقلها إلى أحد الناديَين chez Mauric – silver””، وتصبح الفتاة بمثابة محتجزة، يتم تهديدها وتعذيبها وإرهابها، ثم تجبر على ممارسة الجنس بكافة أشكاله مع زبائن النادي، وبالتالي تعرضت الفتيات لعمليات اغتصاب متكررة على مدى سنوات في حين يتم تحويل بعض الفتيات من مغتصبات إلى حارسات، وذلك مقابل إيقاف اغتصابهن من قبل الزبائن، ومقابل بعض الحوافز المادية والمعنودية، وقد سجل التقرير وجود 12 حارسة تحمل الجنسية السورية كن يَقُمنَ بتعذيب وإهانة الفتيات السوريات المحتجزات.
وبحسب التقرير فقد قامت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر ممثلها في لبنان بالتواصل مع الناجيات بهدف الاستماع للشهادة بشكل مباشر، وتوثيق تفاصيل ماجرى، حيث عرض التقرير 4 شهادات لناجيات، ورواية لصحفي كان شاهداً على عمليات التحقيق في مفرزة “استقصاء جبل لبنان” وقد تشابهت الشهادات من ناحية ظروف الاحتجاز، وأساليب التعذيب والعنف الجنسي والإرهاب، وإن كانت ظروف اصطيادهن والإيقاع بهنَّ مختلفة وتتبع الظروف الاجتماعية لكل سيدة.
كما استعرض التقرير البعد القانوني لجريمة الاتجار بالبشر في القانون اللبناني والذي ميز بين مرتكبي جرم الاتجار بالبشر والضحايا، وأشار أن المادة 586 (المادة 8) تتطابق مع حالة السيدات ضحايا “عصابة استعباد الفتيات السوريات” بصفتهن كُنّ يقمن بعمل يعاقب عليه القانون، أي البغاء حيث تنص هذه المادة على أنه: يعفى من العقاب المجني عليه الذي يثبت أنه أرغم على ارتكاب أفعال معاقب عليها في القانون أو خالف شروط الإقامة أو العمل.
… http://orient-news.net/ar/news