وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، في تقرير لها أصدرته اليوم الاثنين، وحصل “الخليج أونلاين” على نسخة منه، أن “فرقة تابعة للجيش اللبناني وهي “الفرقة الثامنة مجوقلة” اقتحمت عدداً من مخيمات اللجوء في بلدة عرسال اللبنانية وهي (مخيم البراء، مخيم السنابل، مخيم اي سي يو، مخيم ازوت، مخيم فليطة، مخيم الإنماء)”.
اعتقالات
وأضافت الشبكة أن تلك الفرقة “نفذت حملات اعتقال طالت ما لا يقل عن 450 لاجئاً سورياً بينهم أطفال، وهم من سكان تلك المخيمات، بحجة الإرهاب”، مشيرة إلى أن “ذلك كان على مرحلتين؛ حيث بدأت المرحلة الأولى يوم الجمعة بتاريخ 19 أيلول (سبتمبر) الماضي، واعتقلت ما يقارب 250 شخصاً، والثانية كانت صباح يوم الخميس بتاريخ 25 أيلول (سبتمبر) وطالت نحو 200 لاجئ بينهم 16 شخصاً دون عمر الـ18 سنة، وقد تم إخلاء سبيلهم بشكل تدريجي بعد ذلك”.
وأكدت الشبكة السورية أنه “ما يزال قرابة 30 شخصاً معتقلاً لدى أجهزة المخابرات اللبنانية، ولم يعرف مصيرهم إلى الآن”.
تهجير
واتهمت الشبكة السورية القوات اللبنانية بالقيام “بعمليات تهجير لباقي أهالي مخيم البراء من أطفال ونساء وشيوخ، وإحراق جميع الخيام الموجودة فيه والتي يبلغ عددها أكثر من 150 خيمة”، وأكدت “أن غالبية سكان هذا المخيم هم من أهالي القلمون ممن نزحوا من البلدات التالية (يبرود والمشرفة – رأس المعرة – حوش عرب – قارة – جراجير)، ويقع المخيم في منطقة الجفر وراء رأس السرج القريبة من اللبؤة الحزبية”.
إعدامات.. وتنكيل
وأضافت الشبكة: “رصدنا قيام عناصر الفرقة اللبنانية بضرب المعتقلين والتنكيل بهم في مخيم البراء”، مشددة على أن تلك الانتهاكات لم تقتصر على الشباب فقط، “بل طال كبار السن، حيث قام بعض العناصر بإعدام رجل مصاب بعد ضربه والتنكيل به ويدعى كرم عبد الكريم الزين (60 عاماً)، من منطقة القلمون بريف دمشق، وانتهى به الأمر بإطلاق رصاصة عليه أودت بحياته أمام جمع كبير من الشهود المعتقلين، ثم قامت بخطف جثمانه بعدها”.
وذكرت الشبكة السورية أنه “في اليوم التالي من حملة الاعتقال الثانية التي طالت اللاجئين السوريين قام جهاز المخابرات اللبناني بإبلاغ أهالي ثلاثة من المعتقلين بوفاتهم، وقد تم تسليم جثامينهم بتاريخ 29 أيلول (سبتمبر) 2014”.
ولفتت الشبكة إلى أن “تلك العملية على خلفية اعتداء (لمجهولين يرجح أنهم مجموعات سورية تنشط في المناطق المحاذية للحدود السورية اللبنانية) بعبوة ناسفة استهدفت سيارة للجيش اللبناني في جرود عرسال، أدت إلى مقتل اثنين من العسكريين وإصابة 4 آخرين”.
كما أكدت الشبكة السورية “قيام الجيش اللبناني بتدمير قرابة 15 سيارة وجرار زراعي وأكثر من 110 دراجات نارية، وعمليات تخريب لغرف مسبقة الصنع كانت تستخدم كمستودعات للمعونات التي توزع على اللاجئين”.
جرحى
ونقلت الشبكة السورية عن فريق من الهيئة الطبية في عرسال “أنه قد أسعف إلى مشفى الهيئة، كنتيجة للحملة التي نفذها الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين صباح يوم الخميس بتاريخ 25 أيلول (سبتمبر)، عدد كبير من المصابين؛ منهم 42 حالة انهيار عصبي، و15 حالة لأشخاص أصيبوا برضوض جراء الضرب، 25 حالة اختناق بسبب الحرائق التي اندلعت في الخيام، وحالتان بطلق نار وحالتا حروق”.
مطالبة بفتح تحقيق
وطالبت الشبكة السورية السلطات الحكومية اللبنانية بـ”فتح تحقيق في الانتهاكات التي حصلت بحق اللاجئين السوريين، ومحاسبة المسؤولين عن القتل والقصف العشوائي وكافة أنواع الانتهاكات التي حصلت أثناء مدة قصف منطقة عرسال”.
وقالت: إن “الأحداث الأخيرة، ودخول المجموعات المقاتلة وحصول الاشتباكات، التي لا شأن للاجئين السوريين بها؛ تسببت بردات فعل عنيفة وعنصرية من قبل شرائح في المجتمع اللبناني دعت إلى طردهم، وبعضها وصلت إلى قتلهم”.
وأكدت أن “حماية اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية هي مسؤولية مباشرة على عاتق الحكومة اللبنانية”.
… http://alkhaleejonline.net/art