قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن النظام السوري اعتقل ما لا يقل عن 26 لاجئاً سورياً، من العائدين من لبنان، مؤكداً مقتل أحدهم في سجونه.
“معاناة العودة”
وفي تقرير حمل عنوان “معاناة العودة: انتهاكات جسيمة تواجه اللاجئين السوريين العائدين من لبنان”، قالت الشبكة إن اللاجئين السوريين في لبنان، يواجهون أزمة حادة تشمل عم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وانعدام توافر البدائل الآمنة للبقاء فيها.
ودفع ذلك اللاجئين السوريين إلى اتخاذ قرار صعب بالعودة إلى سوريا، على الرغم من المخاطر الأمنية وعدم الاستقرار، وغياب الضمانات الأمنية لدى عودتهم، مشيراً إلى زيادة معاناة العائدين وتفاقم مأساتهم الإنسانية.
وأكد التقرير المؤلف من 20 صفحة، أنه على الرغم من العودة الجزئية والقسرية لبعض اللاجئين السوريين، لا تزال سوريا بيئة غير آمنة لهم، وذلك مع استمرار النظام السوري في ممارساته القمعية، من اعتقالات تعسفية، واختفاء قسري، وتعذيب.
208 حالة اعتقال
ولفتت الشبكة إلى أنها وثّقت منذ بداية 2024، 208 حالة اعتقال، بينهم طفلان وست نساء، فيما لقي ستة من المعتقلين حتفهم تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز، مؤكدةً أن النظام مستمر في إصدار تشريعات تتيح له الاستيلاء على ممتلكات اللاجئين والمشردين قسراً، ضمن سياسة ممنهجة لتعزيز السيطرة على الأراضي والممتلكات التي تركها أصحابها.
وقال مدير الشبكة فضل عبد الغني إن “العودة القسرية في ظل عدم وجود ضمانات كافية، تزيد من تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، مما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين أوضاع العائدين وضمان حقوقهم الأساسية”.
انتهاكات مختلفة
وتتعدد الانتهاكات الموثَّقة في التقرير، وتشمل الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، والتجنيد الإجباري على يد قوات النظام السوري، إضافة إلى عمليات الابتزاز المالي، والتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية.
كما استعرض التقرير الإجراءات المجحفة التي اعتمدتها بعض أطراف النزاع للسماح بعودة اللاجئين إلى مناطقها، بما في ذلك التحكم بفتح وإغلاق المعابر، وإجراء تحقيقات أمنية، وفرض وجود كفيل، إلى جانب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي واجهها اللاجئون عند العبور بين مناطق السيطرة المختلفة.