النظام السوري يستقبل السوريين الهاربين من لبنان بالاعتقال والتجنيد

2024النظام السوري يستقبل السوريين الهاربين من لبنان بالاعتقال والتجنيد
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان- منظمة غير حكومية- العديد من عمليات احتجاز استهدفت اللاجئين العائدين من لبنان هرباً من الغارات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة التي استهدفت لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، وجرت عمليات الاعتقال عند المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا الرسمية وغير الرسمية.
حيث اقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق. ووثَّقت الشَّبكة الحقوقية اعتقال ما لا يقل عن 9 أشخاص من اللاجئين معظمهم من أبناء محافظة ريف دمشق، وعلى خلفية التجنيد الإلزامي والاحتياطي.
مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أكد في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أن كل الاعتقالات التي تنفذها مخابرات النظام السوري أو قواته العسكرية بحق السوريين هي اعتقالات تعسفية، ويمكن توصيفها بـ«عمليات اختطاف» كونها لا تستند إلى أي قرار قضائي مفصل بحق أي سوري يتعرض للاعتقال، وأن القرار القضائي يجب أن يمر بعدة خطوات سابقة، وليس مجرد ورقة تسوغ لمخابرات الأسد أو جيشه استخدام القوة لاعتقال السوريين وسوقهم إلى جهات مجهولة.
العودة خطيرة
أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، تعرض العديد من السوريين ممن عادوا إلى سوريا من لبنان لعمليات اعتقال، حيث وثقت الشبكة عدة حالات، مشيرا إلى صعوبات في عملية التوثيق في الوقت الراهن، وبأن عمليات الاستقصاء والمتابعة تحتاج إلى المزيد من الوقت بسبب الأعداد الضخمة من السوريين الذين يغادرون على دفعات متتالية إلى سوريا جراء الحرب في لبنان.
وأكد المصدر الحقوقي، توثيق فريق العمل في الشبكة لعمليات تجنيد إجباري طالت العديد من اللاجئين السوريين ممن عادوا مؤخرا، وذلك بعد اعتقالهم بشكل تعسفي، مشيرا إلى عددا من السوريين لم يصلوا إلى منازلهم، إذ تم اعتقالهم من خلال الحواجز العسكرية ومن ثم سوقهم إلى الخدمة العسكرية بشكل إجباري.
العودة إلى سوريا خطيرة، ودعا عبد الغني أكثر من 7 ملايين سوري إلى عدم العودة إلى سوريا، سواء من لبنان أو من أي دولة أخرى، وألا يُخدع الناس بأحاديث التطمينات الأمنية، فلا توجد أي ضمانات، حيث تم توثيق اعتقال العديد من الأشخاص رغم حصولهم على أوراق تسوية مع النظام، وهذا صعب بكل تأكيد، بسبب صعوبة أوضاع السوريين عامة، وأشار المتحدث إلى أن عددا كبيرا من السوريين في لبنان احتضنهم الجنوب اللبناني، وهذا يحسب له، ولا بد من الإشارة له.
ونوه إلى جملة من الصعوبات التي تواجه السوريين في لبنان، من عدم تقبلهم في بعض المناطق، وصعوبة تحصيل المسكن، وبالتالي السوري بين نارين، إحدها صعوبة الأوضاع في لبنان، والثانية أن الباب الوحيد المفتوح أمامه العودة إلى ذات المكان وذات النظام الذي أجبره على النزوح والهجرة القسرية، وبالتالي العودة لمواجهة جملة من المخاطر والتحديات القاسية.