قالت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر، أمس الخميس، إنَّ النظام السوري اعتقل 9 أشخاص من أبناء ريف دمشق، العائدين قسرياً من لبنان.
وحول ظروف عملية الاعتقال، قالت نور الخطيب، مديرة قسم المعتقلين والمختفين قسرياً في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تصريح لـ “القدس العربي”: سجلنا 9 عمليات اعتقال استهدفت اللاجئين العائدين من لبنان هرباً من الغارات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة التي استهدفت لبنان منذ 23/ أيلول، مشيرة إلى أن عمليات الاعتقال نفذت “عند المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا الرسمية وغير الرسمية، واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق”.
وقالت إن معظم المعتقلين هم من أبناء محافظة ريف دمشق، واعتقلوا على خلفية التجنيد الإلزامي والاحتياطي.
ونقلت المتحدثة عن شهود عيان قولهم: “رفضت إدارة الهجرة منح وثيقة التكليف بمراجعة شعب التجنيد خلال مدة ثلاثة أشهر من الدخول لسوريا لعشرات الشبان ما أوقعهم كضحايا للاعتقال عند مرورهم على الحواجز الأمنية، كما اضطر مئات الشبان ممن لا يعرفون أوضاعهم الأمنية كأن يكونوا مطلوبين لأحد الأفرع الأمنية إلى دخول سوريا عبر نقاط التهريب المنتشرة على طول الشريط الحدودي إلا أنهم تعرضوا للاعتقال بعد دخولهم بسبب وجود نقاط تفتيش مؤقتة كانت منتشرة في المنطقة”.
أوضح التَّقرير الأخير للشبكة السورية لحقوق الإنسان أنَّ استمرار عمليات الاعتقال التعسفي سبب ارتفاعاً في حالات اختفاء أعداد هائلة من المواطنين السوريين والذي أصبح بمثابة ظاهرة، لتكون سوريا من بين البلدان الأسوأ على مستوى العالم في إخفاء مواطنيها.
وأكد أنَّ عمليات اعتقال قامت بها عناصر قوات النظام السوري استهدفت عدداً من النشطاء في مدينة اللاذقية، وذلك على خلفية انتقادهم لسياسات النظام السوري الأمنية والاقتصادية، وتم اقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز التابعة لها في مدينة اللاذقية.
وقال إنَّ النظام السوري يتفوق على كثير من الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية بأنَّه صاحب سلطة مطلقة على السلطتين التشريعية والقضائية، مما مكَّنه من إصدار ترسانة من القوانين والمراسيم التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان كما تنتهك مبادئ القانون ومحددات الاعتقال والتحقيق في التشريعات المحلية ودستور عام 2012 الحالي.
واستعرض التقرير حصيلة عمليات الاعتقال التَّعسفي وعمليات الإفراج عن المعتقلين من مراكز الاحتجاز التي سجلها في أيلول/ سبتمبر الفائت، على يد أطراف النِّزاع والقوى المسيطرة في سوريا. وسجَّل التقرير ما لا يقل عن 206 حالات اعتقال تعسفي، بينها 9 أطفال و17 سيدة، وقد تحوَّل 158 منها إلى حالات اختفاء قسري. كانت 128 منها على يد قوات النظام السوري، بينهم 4 أطفال و16 سيدة.
واستعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في أيلول حسب المحافظات، وأظهر تحليل البيانات أنَّ الحصيلة الأعلى للاعتقال كانت من نصيب محافظة حلب، تليها دمشق تليها محافظة ريف دمشق، تليها محافظتا حماة وإدلب، ثم حمص، ثم درعا، ثم دير الزور.
كما سجل التقرير عمليات اعتقال/ احتجاز موسَّعة قامت بها عناصر قوات النظام السوري، استهدفت مدنيين في محافظات ريف دمشق ودمشق وحماة وحلب، بذريعة التخلُّف عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، وحصل معظمها ضمن أطر حملات دهم واعتقال جماعية، وعلى نقاط التفتيش، ومن بينهم أشخاص أجروا تسويةً لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية مع النظام السوري، ومعظم هذه الاعتقالات جرت بهدف الابتزاز المادي لأسر المعتقلين من قبل الأفرع الأمنية. وشدَّد التقرير على ضرورة إطلاق سراح الأطفال والنِّساء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وكبار السن، والتَّوقف عن اتخاذ أيٍّ من المعتقلين كرهائن حرب.