وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل نحو سبعة آلاف مدني، 44% منهم أطفال ونساء، على يد القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 من أيلول 2015.
جاء ذلك في تقرير للشبكة الحقوقية اليوم، الاثنين 30 من أيلول، في الذكرى التاسعة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، الذي أسهم باستعادة النظام السوري السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية، بعد أن كانت قد خرجت عن سيطرته في الفترة بين عامي 2011 و2015.
362 مجزرة روسية
تسببت القوات الروسية بمقتل 6969 مدنيًا بينهم 2055 طفلًا و983 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 362 مجزرة، في الفترة ما بين 30 من أيلول 2015 و30 من أيلول الحالي
وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي (2015-2016) شهد أعلى معدل للضحايا، حيث بلغ عدد القتلى في ذلك العام 3564 مدنيًا، وهو ما يمثل حوالي 51% من إجمالي الضحايا خلال السنوات التسع.
وسجلت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41%) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (قرابة 38%).
كما وثَّق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، معظمهم في محافظة إدلب (31 ضحية)، و24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قُتلوا في محافظتي حلب وإدلب.
وارتكبت روسيا ما لا يقل عن 1251 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 224 مدرسة، و209 منشآت طبية، و61 سوقًا، وشهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ633 حادثة، أي ما نسبته 51% من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجومًا بذخائر عنقودية، إضافة إلى ما لا يقل عن 125 هجومًا بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا.
دعم بمختلف المجالات
ذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن الدعم الروسي للنظام السوري لم يقتصر على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل مختلف المجالات، بما في ذلك تبرير استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، واستغلال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، وتسخير وسائل الإعلام في البروباغندا لصالح النظام السوري.
كما تجسد دعمها السياسي في الوقوف ضد أي إدانة دولية للنظام السوري في مجلس الأمن، حيث عملت روسيا على شلل مجلس الأمن تجاه مساءلة النظام السوري عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها، وذلك مِن خلال استخدام الفيتو 18 مرة.
وقال مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، إنه على الرغم من آلاف الانتهاكات التي قامت بها روسيا في سوريا، فإنها لم تفتح تحقيقًا واحدًا بانتهاك قواتها، ومحاسبة أي قائد عن قصف المستشفيات والأسواق والمدارس، بل إنها تنكر كافة التقارير الموثقة، وتتهمها بالتزوير والتضليل.
فشل في ضبط الأمن
رغم توقيع روسيا وتركيا اتفاقيات لـ”خفض التصعيد” ووقف إطلاق النار في الشمال السوري، فإن موسكو فشلت في ردع النظام عن التصعيد ضد المدنيين.
شهد آب الماضي تصعيدًا عسكريًا، حيث وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 57 مدنيًا في سوريا خلال آب لوحده، 21 منهم على يد قوات النظام، إذ لم تتوقف الأخيرة عن هجماتها تجاه مناطق سيطرة “الجيش الوطني” أو “هيئة تحرير الشام”، بما فيها هجوم استهدف نقطة مراقبة تركية في مناطق “خفض التصعيد”