استنساخ النظام السوري… ابتزاز وتعذيب وقتل في مراكز الجيش الوطني

2024استنساخ النظام السوري... ابتزاز وتعذيب وقتل في مراكز الجيش الوطني

احتجز 579 شخصاً بنحو تعسفي على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية، من بينهم 108 أشخاص اعتقلهم الجيش الوطني، وفق ما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان (غير حكومية) في تقاريرها الشهرية الصادرة بين يناير/كانون الثاني، ومارس/آذار لعام 2024.

وقد يفضي التعذيب الشديد في سجون الجيش الوطني إلى وفاة المعتقلين، ومنهم الثلاثيني إبراهيم وليد كزلو، الذي تلقت عائلته بلاغاً من أحد عناصر الشرطة العسكرية يخبرهم فيه بوفاة ابنهم بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2024، بحسب أهل الفقيد الذين أكدوا لـ”العربي الجديد” حصولهم على تقرير طبي عند مراجعتهم المستشفى الوطني في مدينة إعزاز شمال غرب حلب، حيث توجد الجثة، يُفيد بوفاته بأزمة قلبية قبل وصوله إلى المستشفى، ثم سلَّمتهم إدارة المستشفى جثمانه ليواروه التراب دون أن يجدوا سبيلاً لمحاكمة قاتليه.

“وكان من المفترض محاكمته، بدلاً من احتجازه وتعذيبه وقتله فيما بعد”، كما يقول الحقوقي عبد الغني، الذي تابع قضية كزلو، قائلاً لـ”العربي الجديد” إن الشبكة لديها معلومات تؤكد أنّ إبراهيم كان بصحةٍ جيدة عند اعتقاله، ما يرجح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية داخل مركز الاحتجاز.

ووصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل كزلو في بيان صدر عنها عقب الوفاة بأنها حادثة “همجية”، وكذلك ممارسات الخطف والتعذيب التي يقوم بها مسلحون تابعون للشرطة العسكرية أو للجيش الوطني، مطالبة بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الخطف والتعذيب التي وقعت، ومحاسبة المتورطين فيها وإطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، وعدم اتباع سياسة النظام السوري وروسيا في إنكار وقوع الانتهاكات، وبالتالي عدم محاسبة أي عنصر أمن أو ضابط أو شبيح على مدى عشر سنوات.

ويؤكد عبد الغني على أن ممارسات التعذيب وإهمال الرعاية الصحية شائعة في مراكز الاحتجاز التابعة لفصائل قوات الجيش الوطني، بما في ذلك الشرطة العسكرية، مشيرا إلى تسجيل الشبكة مقتل ما لا يقلّ عن 58 شخصاً، بينهم طفل وسيدتان، داخل مراكز الاحتجاز التابعة لفصائل المعارضة المسلحة بما فيها الجيش الوطني، وذلك منذ مطلع عام 2012 حتى مارس 2024.

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 719 حالة اعتقال، بينها 56 سيدة و23 طفلاً، قامت بها عناصر الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني، وأفرج عن 256 حالة وبقي في سجونه 463 آخرون، تحوَّل 118 منهم إلى حالة اختفاء قسري، منذ مطلع عام 2018 حتى مارس/آذار 2024، وفق تأكيد عبد الغني.

العربي الجديد