نظَّمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان فعالية بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لانطلاق الحراك الشعبي في سوريا تحت رعاية كل من الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وهولندا، وفرنسا.
وحملت الفعالية عنوان “ثلاثة عشر عاماً من الموت والتعذيب والإخفاء: تحليل انتهاكات حقوق الإنسان ومجالات المحاسبة في سوريا” بمشاركة كريستوفر لو مون، القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، وإيثان جولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، وستيفان شنيك، مبعوث ألمانيا الخاص لسوريا، وآن سنو، مبعوثة المملكة المتحدة الخاصة لسوريا، وجيس غيرلاغ، مبعوث هولندا الخاص لسوريا، وأنطوان الريتيير، نائب رئيس قسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الفرنسية، ولينيا أرفيدسون، من لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، وميمونة العمار، ناشطة ومديرة الإعلام والمناصرة في شبكة حراس الطفولة، وسوسن الهبالي، ناشطة وأخت الناشط البارز أسامة الهبالي، المختفي قسرياً على يد النظام السوري، وفضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وتمَّ بث الفعالية عبر كل معرفات الشبكة السورية لحقوق الإنسان باللغتين العربية والإنكليزية، وعبر منصة زوم.
وقال كريستوفر لو مون، القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي،إن نظام الأسد مارس العنف ضد الاحتجاجات السلمية في سوريا وما زال مستمراً في الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والقتل تحت التعذيب وقتل المعارضين والناشطين الحقوقيين، والكوادر الطبية، وما زال يرتكب الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب، بعد مرور ثلاثة عشر عاماً لم تتوقف هذه الانتهاكات” وأضاف أنَّه “بعد مرور ثلاثة عشر عاماً، أيضاً تستمر شجاعة السوريين في المطالبة بحقوقهم” كما أكد “أن دعم الولايات المتحدة الأميركية للشعب السوري ثابت ومستمر” وتحدث عن دعم الولايات المتحدة الأميركية لآلية الأمم المتحدة للكشف عن مصير المفقودين وأشاد بجهود المنظمات المدنية في التوثيق ومشاركة المعلومات والعمل المستمر، واختتم مداخلته بالتأكيد على أن “موقف الولايات المتحدة الأميركية واضح، الإفلات من العقاب غير مقبول، وستتم محاسبة مرتكبي الانتهاكات”.
استمرار تدهور الأوضاع في سوريا
بدأ إيثان جولدريتش، نائب وزير الخارجية الأميركية في مكتب شؤون الشرق الأدنى، مداخلته بالإشارة إلى استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا واستمرار ارتكاب الانتهاكات في ظل توقف العملية السياسية، وأشار السيد غولدريتش إلى أن الحاجة للمساعدات الإنسانية هي في أعلى مستوياتها منذ بداية النزاع في سوريا.
وأضاف “أنَّ الولايات المتحدة تدعم إيصال المساعدات الإنسانية لجميع السوريين أينما كانوا، ومنذ الفيتو الروسي المشين ضد قرار تمديد إيصال المساعدات عبر الحدود عملنا على إيجاد الحلول لإيصال المساعدات”، وأشار إلى أنه “من المؤسف، ولكن ليس من المستغرب، أن يستمر نظام الأسد في تجاهل آثار تعنته، ورفضه الامتثال لمتطلبات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مُطيلاً أمد هذه الأزمة ومعاناة الشعب السوري” وأضاف أن الولايات المتحدة مستمرة بدعم مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون، وقرار مجلس الأمن 2254 لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
“لا رفع للعقوبات، ولا إعادة إعمار، ولا تطبيع غير مشروط”
وتحدث بعد ذلك السيد ستيفان شنيك، مبعوث ألمانيا الخاص لسوريا، وبدأ مداخلته بالتأكيد على أنه “لا رفع للعقوبات، ولا إعادة إعمار، ولا تطبيع غير مشروط” وأضاف أن “منذ 13 عاماً كان الأمر يتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة وهذا لم يتغير، ونحن نرى هذا في حراك السويداء المستمر” وأشار إلى دعم ألمانيا لقرار مجلس الأمن 2254 مؤكداً وقوف ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى جانب المساءلة وإرث الحراك الشعبي.
وذكر أن “ألمانيا مستمرة في دعمها لكل الآليات المتاحة لتحقيق المحاسبة” واختتم مداخلته بالتأكيد على التزام ألمانيا وحلفائها على كل المستويات بدعم أهداف الحراك الشعبي، وأشاد بجهود منظمات المجتمع المدني السوري المستمرة على مدى ثلاثة عشر عاماً.
بدأت السيدة آن سنو، مبعوثة الممكلة المتحدة الخاصة لسوريا، مداخلتها بالإشارة إلى أنه “من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نجتمع معاً في هذه الذكرى لنتذكر ونتعهد بالتزامنا بمواصلة العمل معاً من أجل مستقبل أفضل لسوريا ومن أجل المساءلة” كما أكدت على أهمية انتقال سياسي كما تم تحديده بوضوح في القرار 2254 كطريقة لذلك، وأضافت “نحن مصممون على مواصلة جهودنا، مصممون على مواصلة الوقوف مع الشعب السوري في التذكر والأمل والعمل معاً من أجل سوريا أفضل”. واختتمت مداخلتها بالتأكيد على أن “المساءلة هي مفتاح التسوية التفاوضية اللازمة بشكل عاجل لوضع حد لهذا الصراع الذي استمر لفترة طويلة جداً، لذلك لم تنس المملكة المتحدة سوريا أو السوريين، وسنواصل الدعوة إلى السلام المستدام الذي يحتاجه ويدعو إليه الكثيرون”.