أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً استعرضت فيه أبرز التحديات التي تواجه الكوادر الطبية والنازحين والمعتقلين والمحتاجين في سوريا وسط انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت الشبكة إن قوات النظام قتلت 83 من الكوادر الطبية داخل مراكز الاحتجاز وما يزال يعتقل 3327 منهم، وذلك منذ آذار 2011 حتى أيار 2020.
وذكر التقرير أن النظام تعامل باستخفاف وإهمال شديدين منذ بداية تفشي جائحة كورونا عالميا، واستمرَّ في حالة الإنكار لوجود أية إصابات في سوريا حتى 22 من آذار الماضي، على الرغم من أن دولاً عديدة قد أعلنت قبل ذلك التاريخ عن وصول حالات مصابة إليها قادمة من سوريا.
وسجَّل التقرير مقتل 855 من الكوادر الطبية، من بينهم 86 قضوا بسبب التعذيب، على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 وحتى أيار الجاري، قتلت قوات النظام منهم 669 بينهم 83 قضوا بسبب التعذيب، في حين قتلت القوات الروسية 68، وقتل تنظيم الدولة 40، بينما قتلت فصائل في المعارضة 30 بينهم 2 قضوا بسبب التعذيب.
وبحسب التقرير قتلت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” 8 من الكوادر الطبية أحدهم قضى بسبب التعذيب، وقتلت قوات التحالف الدولي 13 من الكوادر الطبية، بينما قتلت هيئة تحرير الشام 6، وقتل 21 من الكوادر الطبية على يد جهات أخرى.
استهداف الكوادر الطبية
وأشارت الشبكة إلى أن ما لا يقل عن 3353 من الكوادر الطبية ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا، 3327 منهم لدى النظام، و4 لدى هيئة تحرير الشام، في حين ما يزال 4 من الكوادر الطبية قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى فصائل في المعارضة و13 لدى قوات سوريا الديمقراطية، وبحسب التقرير فإنَّ 5 من الكوادر الطبية كانوا قد اعتقلوا على يد تنظيم الدولة وما يزالون حتى الآن قيد الاختفاء القسري.
وبحسب التقرير فإن النسبة الأكبر من عمليات الاعتقال التي استهدفت الكوادر الطبية وقعت في عامي 2012 و2013.
وسجَّل التقرير ما لا يقل عن 860 حادثة اعتداء على منشآت طبية على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 وحتى أيار 2020، ارتكبت قوات النظام وروسيا 87 % منها.
وأشار التقرير إلى أنَّه فقط خلال التصعيد العسكري الأخير لقوات الحلف السوري الروسي على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا منذ 26 من نيسان 2019 وحتى أيار 2020 تم تسجيل تعرض ما لا يقل عن 73 منشأة طبية لقرابة 95 حادثة اعتداء.
وأشار التقرير إلى أن النظام وحليفه الروسي مسؤولان عن النسبة العظمى من الانتهاكات (أكثر من 90 %)، وأنَّ عمليات استهداف الكوادر الطبية بالقتل والاعتقال والتعذيب قد دفعت المئات منهم للفرار خارج سوريا، مؤكداً أن سوريا لم تخسر فقط من تمَّ قتلُهم أو إخفاؤهم قسرياً بل إن أعداداً ضخمة من الكوادر الطبية قد هاجرت خوفاً على حياتها.
النازحون أكثر عرضة للإصابة بكورونا
تحدَّث التقرير عن عوامل عدة أساسية تلعب دوراً في مقاومة الفيروس، مُشيراً إلى أنَّ المناطق التي شهدت عمليات قصف وتدمير وتشريد قسري تواجه تحديات إضافية، يأتي في مقدمتها قرابة 1.1 مليون مواطن سوري تم تشريدهم منذ منتصف كانون الأول 2019 حتى بداية آذار 2020 بسبب هجوم النظام وروسيا على إدلب وما حولها، واعتبر التقرير هؤلاء النازحين هم الأكثر حاجة وخاصة النساء والأطفال لأنهم عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروس، موضحاً أنَّ جهود المساعدات الإنسانية يجب أن تتركَّز بشكل استثنائي عليهم في المناطق التي شُردوا إليها.
وفي هذا السياق أشار التقرير إلى أنَّ الفقر وسوء إدارة أزمة كورونا هما تحديان إضافيان يواجهان السوريين هذه الأيام، مؤكداً أن فقر السوريين وتشريدهم يمنعهم بشكل كبير من الالتزام بثقافة ورفاهية “خليك بالبيت” لأن الغالبية العظمى منهم لا يمتلكون مدخرات مادية تكفيهم وتعيلهم وتعينهم على البقاء في المنزل دون عمل يومي.
المعتقلون مهددون
وأضاف التقرير أنَّ قرابة147 ألف معتقل، بينهم129 ألفاً لدى النظام مهددون أيضاً بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، مُشيراً إلى تعرُّض المعتقلين والمختفين قسرياً لدى جميع أطراف النزاع في سوريا إلى أساليب تعذيب غاية في القسوة، وموضحاً أنَّ بعض أساليب التعذيب المتَّبعة في مراكز احتجاز النظام والمشافي العسكرية، تجعل من المعتقلين فئة هشة للغاية ومعرضة بشكل خطير لانتشار فيروس كورونا المستجد فيما بينهم، كحجز المعتقلين وحبسهم في مراكز الاحتجاز ضمن ظروف صحية شبه معدومة، وافتقار معظم الزنازين إلى التهوية والنظافة.