طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، بتعويض الضحايا والتحضير لانتخابات محلية في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى مقتل 3037 مدنياً على يد التحالف منذ تدخله في سوريا.
وأضافت الشبكة في تقريرها الصادر اليوم بمناسبة الذكرى الخامسة لبدء عمليات التحالف الدولي العسكرية ضد التنظيم، أن قوات التحالف وفي كثير من الهجمات لم تلتزم بقواعد القانون العرفي الإنساني، وتكرَّرت تلك الانتهاكات؛ ما رفع من الكلفة البشرية والمادية، فمن ناحية الدمار الذي تسبَّبت به هجمات التحالف فقد قدَّر التقرير نسبة الدمار الكلي أو الجزئي في مدينة الرقة بقرابة 80 بالمئة، ونسبة الدمار الجزئي أو الكلي في المنطقة الممتدة بين مدينة هجين وصولاً إلى بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي بنسبة 70 بالمئة.
وأشار التقرير إلى أن التحالف شنَ ما يقارب 34 ألف غارة في إطار عملياته للقضاء على تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق و خلُصت الشبكة إلى أن قوات التَّحالف الدولي اعترفت بمقتل 1313 مدنياً في كل من سوريا والعراق، لكن هذه الحصيلة لا تتجاوز نسبة 43 بالمئة من الحصيلة الموثقة في التقرير تتضمن الضحايا في سوريا فقط.
واعتبر التقرير أنَّ تصريح وزارة الدفاع البريطانية، الذي أعلنت فيه عن مقتل مدني واحد نتيجة الغارات التي شنَّها سلاح الجو الملكي على مناطق تنظيم الدولة في سوريا والعراق لا يتمتع بمقدار كبير من الصدقية.
وتركَّزت هجمات التَّحالف الدولي بين أيلول 2018 وآذار 2019 على منطقة هجين التي بسطت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيطرتها عليها بفضل تلك الهجمات، وأشارَ إلى أنَّ الغارات الجوية المكثفة التي شنتها قوات التحالف أجبرت المئات من عناصر تنظيم الدولة على الاستسلام مع عائلاتهم وتسليم أنفسهم إلى قسد، التي احتجزتهم في مخيم الهول بريف الحسكة، وبعد آذار 2019 جرى الانتقال بشكل أكبر إلى تنفيذ دوريات مداهمة مشتركة بين قوات التحالف الدولي وقسد لتستهدف ما تبقى من خلايا تابعة للتنظيم، وبحسب التقرير فقد تسببت هذه العمليات بخسائر بشرية في صفوف المدنيين على الرغم من أنها يفترض أن تكون على مستوى عالٍ من الدقة.
وسجَّل التقرير مقتل 3037 مدنياً، بينهم 924 طفلاً، و656 سيدة (أنثى بالغة) على يد قوات التَّحالف الدولي منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 23 من أيلول 2019، وأورد توزعاً لحصيلة الضحايا بحسب أعوام التدخل حيث شهدَ العامان الثالث والرابع الحصيلة الكبرى من الضحايا، كما أشار التَّقرير إلى توزُّع حصيلة الضحايا بحسب المحافظات، حيث حلَّت محافظة الرقة أولاً تلتها محافظتا حلب ودير الزور.
وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 172 مجزرة ارتكبتها قوات التَّحالف الدولي، وما لا يقل عن 181 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، كان بينها 25 حادثة اعتداء على مدارس، و16 على منشآت طبية، و4 على أسواق، ذلك منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 23 من أيلول 2019.
كما أشار التقرير إلى وقوع ما لا يقل عن خمس هجمات باستخدام ذخائر حارقة نفَّذتها قوات التحالف منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 23 من أيلول 2019.