الصحفيون في سوريا.. إما الاعتزال وإما التشريد

2019الصحفيون في سوريا.. إما الاعتزال وإما التشريد

قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إن واقع المواطن الصحفي في سوريا يتجه نحو الاعتزال أو التشريد.

وجاءت سوريا في المرتبة 174 من بين 180 حسب التَّصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2019 الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود.

وبحسب تقرير الشبكة الصادر اليوم الجمعة شكَّل المواطن الصحفي عاملاً حاسماً في إعداد التقارير الصحفية بالتعاون مع الصحفيين الدوليين ووسائل الإعلام، ولهذا عمد النظام عبر تكتيك مدروس لاستهداف الصحفي المحلي، عبر عمليات القنص أو الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، وكذلك حاول ضرب مصداقية المواطن الصحفي السوري عبر تكذيب روايته.

وفي المناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام، أكد التقرير أن المواطنين الصحفيين لم يسلموا أيضاً فقد لاحقهم القصف الجوي والمدفعي السوري والروسي، الذي تسبَّب في مقتل أو إصابة العديد منهم، مشيراً إلى أنَّ أخطر نماذج ذلك القصف تجسَّدت في سياسة الضربات المزدوجة التي تستهدف تجمعات المدنيين على رأسهم الكوادر الإعلامية التي تتوافد إلى مكان قصف ما لإعداد تقارير عن وقائع ما حدث، وأشار التقرير إلى إصابة ما لا يقل عن 1457 من الكوادر الإعلامية، ما بين إصابة خفيفة ومتوسطة وإعاقة دائمة.

تنظيم الدولة يعيد ممارسات النظام

وطبقاً للتقرير فقد قام تنظيم الدولة بنسخ ممارسات النظام في العديد من أنماط الانتهاكات، حيث قام بتصوير ونشر فيديوهات متعددة تظهر مواطنين صحفيين يعترفون بممارساتهم ضد التنظيم وندمهم عليها، ثم يقوم التنظيم بإعدامهم بطرق متنوعة.

أما هيئة تحرير الشام فقد ركزت وفقاً للتقرير على التضييق على المواطنين الصحفيين في مناطق سيطرتها، وقتلت كل من شعرت أنه يشكل تهديداً لفكرها ونهجها المتطرف، كما فعلت مع رائد الفارس ومحمود جنيد بحسب تقرير الشبكة.
إضافة إلى اعتقال العشرات من المواطنين الصحفيين على خلفية نشرهم منشورات تعارض سياسة الهيئة أو مزاولة نشاطهم دون الحصول على إذن، ما تسبب في الآونة الأخيرة في اعتزال أو نزوح عدد كبير منهم.

انتهاكات في مناطق المعارضة وقسد

وأشار التقرير أن مناطق سيطرة المعارضة المسلحة لم تتمتع بنماذج جيدة لحرية الصحافة، بل مورست بحق المواطن الصحفي سياسة التضييق والابتزاز والتخويف والاعتقال والتعذيب.

وأكَّد التقرير أنَّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قمعت بشكل واسع حرية الصحافة، وأي توجه يعارض سياستها، ونفَّذت عمليات الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب بحق مواطنين صحفيين انتقدوا سياسة قسد وطريقة إدارتها للمناطق الخاضعة لسيطرتها.

التقرير أورد حصيلة أبرز الانتهاكات بحق الكوادر الإعلامية، حيث سجَّل مقتل ما لا يقل عن 695 من الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي (محليون وأجانب) منذ آذار 2011 حتى أيار 2019 .

قتل النظام منهم 546 بينهم خمسة أطفال وسيدة واحدة، وخمسة صحفيين أجانب، في حين قتلت القوات الروسية 20، وقتل تنظيم الدولة 64 بينهم طفل واحد وسيدتان، وثلاثة صحفيين أجانب، أما هيئة تحرير الشام فقد قتلت 7 من الكوادر الإعلامية، وقتل 25 منهم بينهم طفل واحد وثلاث سيدات على يد فصائل في المعارضة المسلحة.

وبحسب التقرير فقد قتلت قسد4 من الكوادر الإعلامية وقتلت قوات التحالف الدولي واحداً منها في حين قتل 28 على يد جهات أخرى.

وطبقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 1136 حالة اعتقال وخطف وقعت بحق الكوادر الإعلامية على يد جميع الأطراف الرئيسية الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى أيار 2019، لا يزال ما لا يقل عن 421 منهم قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز بينهم 4 سيدات و18 صحفياً أجنبياً، يتوزعون إلى 349 بينهم 2 سيدة، و4 صحفياً أجنبياً لا يزالون معتقلون لدى النظام.

في حين لا يزال هناك 48 بينهم سيدة واحدة، و8 صحفيين أجانب في مراكز الاحتجاز التابعة لتنظيم الدولة، ولا تزال هيئة تحرير الشام تعتقل 3 من الكوادر الإعلامية بينهم صحفي أجنبي واحد.

فيما لا يزال 14 بينهم سيدة واحدة و5 صحفيين أجانب معتقلون لدى فصائل في المعارضة المسلحة. أما قسد فلا تزال تعتقل 7 من الكوادر الإعلامية.

تلفزيون سوريا