كشف تقرير أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن 195 شخصاً قضوا في معتقلات نظام الأسد بسبب التعذيب على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ مطلع عام 2017.
ووثّق التقرير، الذي اطلعت “زمان الوصل” عليه، مقتل 34 شخصا بسبب التعذيب في أيلول سبتمبر المنصرم، بينهم 33 على يد قوات النظام السوري، و1 على يد “هيئة تحرير الشام”.
ووفق التقرير فإنَّ محافظة درعا سجلت الإحصائية الأعلى من الضحايا بسبب التعذيب، حيث بلغ عددهم 16 شخصاً، وتتوزع حصيلة بقية الضحايا على المحافظات على النحو التالي: 7 في دمشق وريفها، 4 في حلب، 2 في إدلب، 2 في حماة، 1 في اللاذقية، 1 في حمص، 1 في الرقة.
وأشار التقرير إلى أنه من ضمن حالات الموت بسبب التعذيب طالب جامعي، وسيدتان.
التقرير اعتبر أن سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا بسبب التعذيب شهريا، -وهم يشكلون الحد الأدنى الذي تم توثيقه-، يدل على نحو قاطع أنها سياسة منهجية تنبع من رأس النظام الحاكم، وأن جميع أركان النظام على علم تام بها، وقد مورست ضمن نطاق واسع أيضاً فهي تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
يُشير التقرير إلى أن “السلطات السورية” لا تعترف بعمليات الاعتقال، بل تتهم بها “القاعدة” والمجموعات الإرهابية كتنظيم “الدولة الإسلامية”، كما أنها لا تعترف بحالات التعذيب ولا الموت بسبب التعذيب، وجميع المعلومات التي تحصل عليها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” هي إما من معتقلين سابقين أو من الأهالي، ومعظم الأهالي يحصلون على المعلومات عن أقربائهم المحتجزين عبر دفع رشوة إلى المسؤولين الحكوميين، وفي كثير من الأحيان لا تقوم السلطات السورية بتسليم الجثث إلى الأهالي، كما أن الأهالي في الغالب يخافون من الذهاب لاستلام جثث أقربائهم أو حتى أغراضهم الشخصية من المشافي العسكرية؛ خوفاً من اعتقالهم، حسب التقرير.
ويذكر التقرير الصعوبات التي تواجه فريق الشبكة السورية في عملية التوثيق؛ بسبب الحظر المفروض عليها وملاحقة أعضائها، وفي ظل هذه الظروف يصعب تأكيد الوفاة بنسبة تامة، وتبقى كامل العملية خاضعة لعمليات التوثيق والتحقق المستمر.
كما أكَّد أنَّ “هيئة تحرير الشام”، مارست أفعال تعذيب تُشكِّل جرائم حرب.
وختم التقرير بمطالبة مجلس الأمن بتطبيق القرارات التي اتخذها بشأن سوريا ومحاسبة جميع من ينتهكها. كما أوصى الضامن الروسي بضرورة ردع النظام السوري عن إفشال اتفاقيات “خفض التصعيد”، والبدء بتحقيق اختراق في قضية المعتقلين عبر الكشف عن مصير 76 ألف مختفٍ قسرياً.