وثق تقرير حقوقي إقدام ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قوات التحالف الدولي غلى قتل ما لا يقل عن 895 مدنياً في سوريا، بينهم 241 طفلاً، و170 سيدة، خلال الفترة بين 6/تشرين الثاني/نوفمبر/2016 حتى 30/ حزيران/يونيو/ 2017.
كما اعتقلت الميليشيا الكردية قرابة 117 شخصاً بينهم طفل و3 سيدات، حسب التقرير الذي سجل 78 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية من قبل الجهة نفسها.
التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكد أن العمليات العسكرية التي قامت بها الميليشيا الكردية شهدت استهتارا واضحا بمبادئ القانون العرفي الإنساني، مشيرا إلى حجم الخسائر البشرية غير المبرر الذين قتلوا في تلك المدة.
وأضاف “تسبَّبت عمليات القصف والقتل العشوائي وتدمير المنازل والمراكز الحيوية وأيضاً عمليات الاعتقال بفرار عشرات الآلاف من السكان، معظمهم اضطرَّ للبقاء في مناطق صحراوية غير مجهزة للنزوح مفتقدين أدنى مقومات الحياة.
وتُقدِّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد المدنيين الذين تعرَّضوا للتشريد القسري بما لا يقل عن 120 ألف نسمة من مجمل مناطق المحافظة، تمكَّن البعض منهم من العودة إلى قراه بعد سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” عليها، وبالتالي توقفت هجمات قوات التحالف الدولي.
غير أن الآلاف مازالوا مشردين كما حدث في قرية “السلحبية الشرقية” بريف الرقة الغربي، حسب التقرير الذي دعا المنظمات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتسليط الضوء عليه بهدف الضغط على قوات التحالف الدولي كي تطلب من القوات التي تدعمها وتموِّلها (قوات سوريا الديمقراطية) السماح لهم بالعودة الفورية إلى منازلهم.
وسيطرت ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة جوياً من قوات التحالف على مساحات كبيرة من ريفي الرقة الغربي والشمالي –تُقدَّر بـ 80 % من مساحة المحافظة-، وطوَّقت مدينة الرقة تمهيداً للسيطرة عليها.
وذكر التقرير أنه “في منتصف أيار/ 2017 تقدَّمت قوات سوريا الديمقراطية باتجاه قرية (السلحبية الشرقية) العربية الأصل والواقعة في ريف الرقة الغربي (21 كم غرب مدينة الرقة)، وخوفاً مما يُرافق هذا التقدم عادة من قصف جوي وحملات اعتقال، نزح معظم وربما جميع سكان القرية”.
وأوضح التقرير أن نحو 4 آلاف نازح من أهالي “السلحبية”، تشردوا في الحقول الزراعية الواقعة في محيط القرية، وأقاموا في الخيام، مؤكدا أن “سوريا الديمقراطية” سيطرت في 22/ أيار/مايو/ 2017 على القرية بشكل كامل، وأجبرت أهلها المقيمين ضمن الخيم في محيطها على المغادرة منها؛ ما اضطرهم إلى التَّوجه إلى منطقة بريَّة قاحلة تقع شمال القرية وذلك بتاريخ 25/ أيار/مايو/ 2017.
ونقلت الشبكة السورية عن الأهالي المشردين أن القوات الكردية سمحت لهم بالعودة إلى الحقول الزراعية المحيطة بالقرية فقط، بعد تفاوض أجرته مع وجهاء القرية، لكنَّها لم تسمح لأي شخص بدخول القرية، وذكرت أن “سوريا الديمقراطية” هدّدت أصحاب المنازل من أهل القرية بالاستهداف بالرصاص بشكل مباشر، متذرعة بوجود ضرورة عسكرية لذلك. الأمر الذي نفته الشبكة السورية من خلال ما تُشير إليه الوقائع على الأرض وتحليل الخرائط ومواقع السيطرة الذي يتطابق مع روايات الأهالي التي حصلت الشبكة عليها والذي يؤكد عدم وجود أي مبررات عسكرية أو أي خطر يُهدد الأهالي في حال عودتهم فأقرب حاجز تتمركز فيه عناصر تنظيم “الدولة” يبعد عن قرية “السلحبية الشرقية” قرابة 30 كم.
وسجلت الشبكة في تقريرها إصابة ما لا يقل عن 7 أشخاص بينهم سيدة بعد اعتداء ميليشيا “سوريا الديمقراطية” على مظاهرة خرج فيها أهالي قرية “السلحبية” ينددون بالتشريد القسري الذي تعرَّضوا له وطالبوا بالعودة إلى مساكنهم.
وأكدت ان نحو 4 آلاف شخص مازالوا عالقين في الحقول المحيطة بالقرية مفتقدين أبسطَ مقومات الحياة يعيشون في خيم بدائية دون مساعدات غذائية أو مياه صالحة للشرب أو مستلزمات صرف صحي، إضافة إلى انعدام شبه تام للرعاية الصحية، حيث لم تسمح لهم “سوريا الديمقراطية” بتلقي العلاج ضمن النقطة الطبية التي افتتحتها داخل القرية.
واعتبرت الشبكة أن “سوريا الديمقراطية” مارست انتهاك التشريد القسري، الذي يُعد جريمة حرب وفق المادة الثامنة من قانون روما الأساسي، كما أنه في حال كان ادِّعاء هذه القوات صحيحاً بوجود مبررات عسكرية لهذا التشريد، فهي لم تقم أبداً بتأمين مساكن بديلة مناسبة، لم تَقُم حتى الآن بإعادتهم إلى مساكنهم بعد توقف الاشتباكات مع تنظيم “الدولة” وسيطرتها الكاملة على القرية.
… https://www.zamanalwsl.net/new