وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد القتلى في الأسبوع الأول من مفاوضات جنيف5، في محاولة منها لتسليط الضوء على مسار الأحداث على الأرض، وربطها بالخط السياسي التفاوضي.
وسجّل التقرير الصادر عن الشبكة “مقتل 189 مدنيًا منذ اليوم الأول للمفاوضات في 23 آذار/ مارس، إلى 30 من الشهر ذاته، إضافة إلى رصد كثير الانتهاكات للمراكز الحيوية من الحلف الأسدي- الإيراني- الروسي الذي تصدّر الانتهاكات بفارق شاسع عن بقية أطراف النزاع”.
لفت التقرير إلى أن “الطيران الحربي الروسي والأسدي لم يتوقّف يومًا واحدًا عن قصف الأحياء المدنية، فقُصفت العشرات من المراكز الحيوية، واستُخدمت أسلحة محرمة دوليًا، كالذخائر العنقودية، وأسلحة همجية كالبراميل المتفجرة، إضافة إلى استخدام الأسلحة الحارقة ضمن مناطق مدنية”.
من جهة أخرى نبّه التقرير الذي وصلت (جيرون) نسخة منه، إلى إهمال المفاوضات للملفات الإنسانية العالقة، فقد “أصبح الحديث عن الإفراج عن المعتقلين، ورفع الحصار، أمرًا ترفيًا”، مؤكدًا أنه “بدون مراقبة الأمم المتحدة، بالتعاون مع شركاء محليين، لوقف إطلاق النار ومحاسبة منتهكيه؛ فلن تكون هناك تهدئة، ولن يكون هناك أي مسار تفاوضي”.
وثّق التقرير حوادث الاعتداء على المراكز الحيوية المدنية، وعدم الالتزام بالتهدئة والهدنة على الإطلاق؛ “حيث اعتدي من (أطراف النزاع) على 7 مدارس، و7 منشآت طبية، وسوقًا واحدة، و7 مساجد منذ بدء المفاوضات في 23 آذار/ مارس الحالي؛ وحتى الآن”. لافتًا إلى أن النسبة العظمى من الاعتداءات هذه كانت على أيدي النظام وميليشياته الرديفة والحليفة.
في سياق متصل أوضح التقرير، أن عمليات الاعتقال التعسفي لم تتوقف على الإطلاق “حيث اعتقل في المدة ذاتها ما لا يقل عن 91 شخصًا، بينهم طفل، و9 نساء، والنسبة العظمى من بين المعتقلين كانت على أيدي قوات النظام (74 شخصًا)، فيما اعتقلت ميليشيا ما يسمى “الإدارة الذاتية” الكردية 9 أشخاص، وتنظيم “داعش” 8 مدنيين”.
إضافة إلى ذلك؛ كشف التقرير الحالات التي استخدم فيها النظام الأسلحة العنقودية والحارقة والبراميل المتفجرة، فقد “سُجّلت نحو 5 هجمات بالذخائر العنقودية نفذتها الطائرات الروسية، 4 منها في محافظة إدلب، وواحدة في محافظة حلب، واستخدمت القوات الروسية الأسلحة الحارقة مرتين في محافظة إدلب، في المدة ذاتها، إضافة إلى أن الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري ألقى في هذه المدة مالا يقل عن 142 برميلًا متفجرًا”.
وعدّ التقرير الصادر عن الشبكة أن “الوضع على الأرض لا يشير إلى الاقتراب من مرحلة انحسار الأزمة، أو تقلّصها” مؤكدًا أن “المجتمع الدولي، وتحديدًا الدول الراعية لعمليات التفاوض، لم تتّخذ أي خطوة تهدف إلى الحد من آثارها القاتلة، بهدف الانتقال الجدي إلى مرحلة التفاوض”.
… https://geroun.net/archives/78