الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أصدرت تقريراً اليوم الثلاثاء، حصلت “السورية نت” على نسخة منه، أشارت فيه إلى أن سكان مدينة مارع أصبحوا محاصرين من قبل قوات النظام من جهة الجنوب، وقوات “سورية الديمقراطية” التي تشكل الميليشيات الكردية عمادها من الجهة الغربية، في حين يحاصرهم “تنظيم الدولة” من جهة الشرق.
عشرات الآلاف من النازحين كانوا قد فروا من مدن مارع وعندان، وبلدات حردتنين وتل جبين، ومسقان، ورتيان، وكفرنايا، وتل ماير. ويوم 27 مايو/ أيار 2016، كان التنظيم قد شن هجوماً مباغتاً وواسعاً على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى كفركلبين وجبرين، قاطعاً بذلك الطريق الوحيد بين مدينتي مارع وإعزاز وبذلك تم تشديد الحصار على مدينة مارع بشكل كامل.
وسبق هجوم التنظيم على ريف حلب الشمالي، معارك كبيرة خاضتها قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية وبسلاح الجو الروسي منذ فبراير/ شباط الماضي، وهدفَ الهجوم إلى قطع الطريق الوحيد الواصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
وبالموازاة مع ذلك استغلت ميليشيات الإدارة الذاتية الضغط على فصائل المعارضة، فاجتاحت مناطقها في الريف الشمالي لحلب، وسيطرت على مدينة تل رفعت وبلدات دير جمال ومنغ وغيرها؛ ما تسبب بنزوح وتشرد واسع لأهلها، ومازال الآلاف منهم في العراء تقريباً على الحدود السورية التركية.
الشبكة السورية تحدثت إلى عدد من أهالي مارع، حيث تسبب الحصار المفروض عليهم بنزوح 1700 عائلة، وقالوا إن “القصف الذي ينفذه تنظيم داعش عشوائي ويستهدف الأحياء السكنية، الهدف منه الضغط على ماتبقى من مقاتلين لتسليم المدينة”.
واستغرب الأهالي عدم وجود أي دور فاعل لقوات التحالف الدولي بقصف قوات داعش المحاصرة للمدينة والمكشوفة بشكل واضح، بل إن هناك اتهامات لقوات التحالف الدولي باستهداف قوات المعارضة التي تدافع عن مدينة مارع يوم الأحد 29 مايو/ أيار الجاري، وقتل 7 عناصر منها، ومازالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحقق في الحادثة، حسب قولها.
وينظر أهالي مدينة مارع إلى كل من “تنظيم الدولة” وقوات “سورية الديمقراطية” التابعة للإدارة الذاتية الكردية على أنهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يسعى لبسط السيطرة والنفوذ ونهب ثروات الأراضي وانتهاك حقوق أهلها.
وتقوم قوات “سورية الديمقراطية” الكردية بعمليات ابتزاز تهدف للحصول على مزيد من القرى والبلدات مقابل تسهيل مرور المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً، فبعد مفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة قامت بالسماح بمرور قرابة 700 عائلة عبر مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها منذ عدة أشهر، مقابل انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من قرية الشيخ عيسى.
وأبدت الشبكة السورية في تقريرها تخوفها الشديد على مصير قرابة 12 ألف مدني محاصر ضمن مدينة مارع معظمهم من الأطفال والنساء، في حال اقتحام أي من الطرفين “تنظيم الدولة” أو قوات “سورية الديمقراطية” المدينة، وقالت إن ذلك سوف يعقبه انتهاكات واسعة وعمليات انتقام عشوائية، ويجب على مجموعة دعم سوريا تقديم الدعم العاجل لمدينة مارع، وايجاد سبل آمنة لحماية المدنيين فيها.
كما طالبت الشبكة بدخول فوري للمساعدات العابرة للحدود للوصول إلى قرابة 135 ألف نازح على الحدود السورية التركية يعانون ظروفاً إنسانية غاية في الأسى والحرمان.
… https://www.alsouria.net/conte