وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حالات الاعتقال بهدف التجنيد القسري التي ينفذها نظام الأسد في سوريا، اليوم الثلاثاء 22 كانون الأول.
وقالت الشبكة إن السلطات السورية وزعت مطلع تشرين الثاني الماضي قوائم بأسماء عشرات الآلاف من المطلوبين بهدف التجنيد للقتال مع الجيش أو الميليشيات المحلية أو تحت قيادة الميليشيات الأجنبية، مشيرةً إلى أنها عممت القوائم على مراكز سوق المجندين في المحافظات السورية الخاضعة لسيطرتها.
القوائم شملت الشباب السوري في المرحلة العمرية بين 25 وحتى 35 عامًا، بينهم موظفون لدى الحكومة وطلبة جامعيون، على الرغم من حصولهم على موافقة رسمية من الحكومة لتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية.
ونقلت الشبكة عن عدد من الأطباء والممرضين ممن تجاوزت أعمارهم 45 عامًا أن النظام السوري أبلغهم بضرورة الالتحاق بالمشافي العسكرية والميدانية التابعة له.
أكثر من 1200 حالة اعتقال خلال سنة
ومنذ مطلع تشرين الثاني 2014، وحتى 15 كانون الأول الجاري، وثقت الشبكة ما لا يقل عن 1217 حالة اعتقال لشباب بهدف التجنيد في صفوف قوات النظام السوري، نصفهم تقريبًا يملكون وثائق رسمية تفيد بتأجيل التحاقهم بالخدمة العسكرية.
وقالت الشبكة إن من بين هؤلاء قرابة 358 طالبًا جامعيًا، لافتةً إلى أن أغلب حوادث الاعتقال سُجلت في مدينة دمشق بشكل رئيسي، إضافة إلى مدن حلب وحماة واللاذقية وحمص.
وحول طرق الاعتقال نوهت الشبكة، معتمدة على شهادات أهالي الطلاب، إلى أنها جرت من خلال مداهمات ليلية للمنازل في المناطق، وحواجز عسكرية أنشأتها القوات الحكومية بشكل مؤقت لهذا الغرض تحديدًا، ضمن المراكز الحيوية كالأسواق والمراكز التجارية والجامعات والدوائر الحكومية، إضافة إلى عمليات اعتقال من داخل حافلات النقل العام.
وبحسب الشبكة فإن الشباب يُحوّلون إلى مقر الشرطة العسكرية كل حسب محافظته، ثم إلى مناطق الاشتباكات العسكرية مع فصائل المعارضة المسلحة، وعزت لجوء قوات النظام السوري إلى هذا الأسلوب “لتعويض النزيف البشري ضمنه ومحاولة التقدم بريًا بإسناد جوي روسي، إضافة إلى ابتزاز أهلهم عبر طلب مبالغ مالية طائلة تصل إلى عشرات آلاف الدولارات”.
ووثقت الشبكة في تقرير سابق بعنوان “سوريا بلا شباب“، الظاهرة ذاتها وعمليات استنزاف الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، مشيرةً إلى أنها استهدفت قرابة نصف مليون شاب.
… https://www.enabbaladi.net/arc