أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً لحصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا من قبل الجهات الست الرئيسة في سورية، وذلك منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011 حتى نهاية يناير/كانون الأول 2015.
ويشير التقرير إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقوم بمحاولة توثيق الضحايا الذين يقتلون يومياً، “ومع ذلك فإنها لا تدعي توثيق جميع أو حتى معظم الحالات، وتشير دوماً إلى أن ما وثقته يُمثل الحد الأدنى وفق المعايير الحقوقية المتبعة من الحصول على الاسم والمكان والتاريخ ومن قام بعملية القتل والعمر ومدني أم مسلح وغير ذلك من التفاصيل”.
وبحسب التقرير فإن الفترة الممتدة منذ مارس/آذار 2011 حتى عدة أشهر بعدها لم تشهد سوى جهة وحيدة تقوم بقتل المدنيين السوريين وهي قوات النظام من جيش وأمن وميليشيات محلية، بعد ذلك تم تسجيل عمليات قتل متفرقة للمدنيين من قبل مجموعات مسلحة، وفي 24 يناير/كانون الثاني 2102 أُعلن عن تشكيل “جبهة النصرة”، كما بدأ تمايز قوات “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” بشكل أكبر عن قوات النظام، أما تنظيم تنظيم “الدولة الإسلامية” فأُعلن عنه في 9 إبريل/ نيسان 2013 أي بعد أكثر من سنتين من اندلاع الثورة.
وأوضح التقرير أن النظام في سورية هو المسؤول الأول عن قتل المدنيين كونه تفرد بعمليات القتل خارج نطاق القانون عبر عمليات إطلاق الرصاص على المتظاهرين، الموت بسبب التعذيب، القصف العشوائي، كما أنه أدخل الطيران المروحي مع بداية عام 2012 ثم تلاه الطيران الحربي الذي قتل عدد كبيراً من المدنيين، وفي عام 2013 أدخل سلاح البراميل المتفجرة.
وأشار التقرير إلى أن قوات النظام ارتكبت عدة مجازر ضخمة راح ضحيتها المئات في ساعات قليلة، مثل قصف الغوطتين بالغازات السامة، اقتحام بلدة جديدة الفضل بريف دمشق، مجزرة بانياس والبيضا في محافظة طرطوس، وغيرها كثير.
وأوضح التقرير أن قوات الإدارة الذاتية الكردية انضمت إلى الأطراف السابقة في بدايات عام 2014 وكانت قبل ذلك قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وفي 23 سبتمبر/ أيلول 2014 انضمت قوات التحالف الدولي إلى الأطراف الفاعلة، وفي 30 سبتمبر/ أيلول/ 2015 انضمت القوات الروسية كطرف إلى جانب قوات النظام.
وقدم التقرير إحصائيات مفصلة عن الضحايا المدنيين بما فيهم الأطفال والكوادر الطبية والإعلامية وضحايا التعذيب، وبلغ عدد الضحايا المدنيين على يد قوات قوات النظام 180879 مدنياً بينهم 18858 طفلاً، وعلى يد فصائل المعارضة المسلحة 2669 مدنياً، بينهم 603 أطفال.
في حين قتل “تنظيم الدولة” ما لايقل عن 1712 مدني بينهم 229 طفلاً، وتنظيم “جبهة النصرة” 347 مدنياً، بينهم 46 طفلاً، أما قوات الإدارة الذاتية الكردية فقد قتلت 379 مدنياً، بينهم 46 طفلاً، بينما قتلت قوات التحالف الدولي 251 مدنياً، منهم 75 طفلاً، وقتلت القوات الروسية 263 مدنياً، بينهم 86 طفلاً.
وأحصى التقرير عدد الضحايا الذين قتلوا بسبب التعذيب، حيث بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا بسبب التعذيب على يد النظام 11644 مدنياً، بينما بلغ عدد الضحايا بسبب التعذيب على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية 15 ضحية، و15 ضحية على يد فصائل المعارضة المسلحة، بينما بلغ عدد ضحايا التعذيب على يد “تنظيم الدولة” 22 مدنياً .
وبحسب التقرير فإن قوات النظام قتلت 531 شخصاً من الكوادر الطبية، أما المعارضة المسلحة فقد قتلت 16 شخصاً، و”تنظيم الدولة” 15 شخصاً، و”جبهة النصرة” 4 أشخاص، بينما قتلت قوات الإدارة الذاتية 3 أشخاص والقوات الروسية شخص واحد.
كما تطرق التقرير لحصيلة الضحايا من الكوادر الإعلامية التي بلغت 461 شخصاً، على يد قوات النظام، و21 شخصاً على يد “تنظيم الدولة”، و9 أشخاص على يد فصائل المعارضة المسلحة، و4 على يد تنظيم “جبهة النصرة”، وناشط إعلامي واحد على يد كل من القوات الروسية وقوات الإدارة الذاتية الكردية.
أوصى التقرير مجلس الأمن اتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور أكثر من عام على القرار 2139 ولا يوجد أية التزامات بوقف عمليات القصف العشوائي، التي تسبب التدمير والقتل اليومي.
كما أكد على ضرورة الضغط على الدول الداعمة للقوات الحكومية كروسيا وإيران ولبنان من أجل إيقاف عمليات التزويد بالأسلحة والخبرات بعد أن ثبت تورطها بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأيضاً الدول والأفراد التي تزود الجماعات المتشددة وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبعض فصائل المعارضة المسلحة.
… https://www.alsouria.net/conte