وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، استهداف 63 كنيسة في سوريا منذ بدء الثورة السورية عام 2011، التي قمعها نظام الأسد بالحديد والنار بلا هوادة.
وقالت الشبكة في تقرير لها صدر، الثلاثاء، ووصل “الخليج أونلاين” نسخة منه، إنّ 40 كنيسة تم استهدافها على يد قوات الأسد، وهو عدد أكبر بكثير من عدد الكنائس التي استهدفها تنظيم “الدولة” وهي 6 كنائس، وهو أيضاً أكبر بمقدار الضعفين من مجمل عدد الكنائس التي استهدفتها جميع كتائب المعارضة المسلحة بمختلف أطيافها.
وبلغ عدد الكنائس التي تم تحويلها إلى مقرات عسكرية أو إدارية إلى 11 كنيسة.
وأكدت الشبكة في تقريرها، أن “السلطات السورية سعت لتصوير الاحتجاجات الشعبية على أنها صراع طائفي، على اعتبار أن سوريا مجتمع متعدد الطوائف والديانات، حيث عملت السلطات الحاكمة، وعلى مدى أربعين عاماً، على ترسيخ وتعزيز الطائفية بشكل رئيس عبر محاربتها لمفهوم الدولة الوطنية، وفي سبيل تحقيق ذلك حاولت مراراً وتكراراً إظهار نفسها على أنها حامي الأقليات، وبشكل خاص أصحاب الديانة المسيحية”.
وصرّح وائل العجي، الناطق الإعلامي باسم الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قائلاً: “عانى المسيحيون ودور عبادتهم كما عانى بقية أفراد الشعب السوري، لا يميز صاروخ السكود أو الغازات السامة أو القنابل البرميلية بين ديانة وأخرى، وبعد ظهور وتوسع التنظيمات المتشددة عانى المسيحيون من انتهاكات من نوع آخر، علماً أنهم موجودون منذ مئات السنين جنباً إلى جنب مع إخوانهم من جميع الديانات الأخرى، لقد أضحى المسيحيون بين نيران القوات الحكومية وجحيم التنظيمات المتشددة”.
واستعرض التقرير 40 كنيسة تم استهدافها على يد قوات الأسد؛ بينها 12 كنيسة تعرضت للقصف والاعتداء أكثر من مرة، وهو ما يدل على تعمد استهداف هذه الكنائس ودور العبادة، حصل ذلك في كنيسة سيدة السلام بحمص التي استهدفت 6 مرات، وكنيسة أم الزنار بحمص أيضاً التي استهدفت 4 مرات، وفقاً للشبكة.
وتوزعت الكنائس المتضررة على يد قوات الأسد إلى 11 كنيسة في محافظة حمص، و11 كنيسة في محافظة ريف دمشق، و5 كنائس في كل من محافظتي حلب ودير الزور، و4 كنائس في إدلب، و3 في اللاذقية، وواحدة في درعا.
كما سجل التقرير قيام نظام الأسد بتحويل 6 كنائس إلى مقرات عسكرية؛ الأمر الذي سبب استهدافها من قبل فصائل المعارضة وغيرها من الجماعات المسلحة.
وذكر التقرير أن تنظيم “الدولة” استهدف 6 كنائس في كل من محافظتي الرقة والحسكة، كما قام بتحويل كنيستين أُخريين إلى مقرات عسكرية وإدارية.
ووفق التقرير فإن تنظيم جبهة النصرة استهدف كنيسة واحدة، وبقية الكنائس التي قصفها كانت مقرات عسكرية تمركزت القوات الحكومية فيها. في حين حوّل التنظيم دير القديس سمعان في حلب إلى مقر عسكري.
وبحسب التقرير فإن فصائل المعارضة المسلحة استهدفت 14 كنيسة، وحولت كنيستين إلى مقرات عسكرية وإدارية.
وتضمن التقرير تصنيفاً لمجموعات مسلحة لم تحدد الشبكة السورية لحقوق الإنسان هويتها، استهدفت كنيستين في حلب.
وجددت الشبكة السورية، مطالبتها مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور أكثر من عام على القرار 2139، وليس هناك التزامات بوقف عمليات القصف العشوائي، التي تسبب التدمير والقتل اليومي.
… http://alkhaleejonline.net/art