قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن أكثر من (217)، رياضيا سوريا، قتلوا جراء عمليات قوات النظام العسكرية، خلال سنوات الأزمة، فضلا عن بتر أعضاء ما لا يقل عن (345) آخرين، فيما لا يزال (34)، رياضيا معتقلا حتى الآن.
وفي تقرير للشبكة تزامن مع كأس العالم العشرين المقامة في البرازيل حاليا، أكدت الشبكة أن “القتلى سقطوا، جراء عمليات النظام المختلفة، من قصف بري، وجوي، وعمليات اقتحام، وقنص، حيث قتلت (114)، رياضيا خارج نطاق القانون”، بحسب تعبيرها.
وأضافت الشبكة، التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة، أن “آلة تعذيب، وقتل السوريين، التي يستخدمها النظام، لم تميز بين رياضي، أو طبيب، أو صحفي، أو عامل، أو فنان، فكل من وقف في وجه النظام السوري، معرض لسحق تلك الآلة”.
من ناحية أخرى، لفتت الشبكة إلى أنه “لا يزال حتى اللحظة ما لا يقل عن (34) رياضيا قيد الاعتقال، فيما تعرض المئات لأصناف مختلفة من التعذيب، تسببت في إعاقة كثيرين منهم، وتدمير مستقبلهم الرياضي،وقتل (6) رياضيين بسبب التعذيب، داخل مراكز الاحتجاز، وحكم على الباقين منهم بأحكام تعسفية بالسجن تصل إلى (15) عاما، كما حصل مع بطل الجهورية في رفع الأثقال، “أيهم جمعة”.
وأشارت الشبكة إلى أن “القصف العشوائي تسبب في بتر أعضاء ما لا يقل عن (345) رياضيا، وذلك منذ بداية الثورة وحتى تاريخ إصدار التقرير، بحسب أرشيف الشبكة السورية”.
واعتبرت الشبكة أن “عام (2012) يعتبر الأشد دموية بين سنوات الثورة، بحق الرياضيين، في حين سجلت الشبكة أول الضحايا من الرياضيين في (22) نيسان/أبريل عام (2011)، لـ”يمان إبراهيم”، لاعب نادي الشرطة لكرة القدم، ولاعب المنتخب السوري للناشئين في العاصمة دمشق”.
وأوردت الشبكة أمثلة عن مقتل رياضيين آخرين،مثل “أحمد عاطف الرجا المسالمة”، لاعب نادي الشعلة للشباب بكرة اليد، حيث قتل بتاريخ (21) شباط/فبراير عام (2012)، نتيجة قصف حي طريق السد بمدينة درعا، ومقتل “عقبة عاشور”، من مدينة ديرالزور، وهو لاعب كرة قدم في نادي الفتوة، أطلقت قوات الأمن الرصاص عليه أثناء مشاركته في مظاهرة بتاريخ (2) آذار/مارس عام (2012).
ومن بين أبرز القتلى أيضا، “عبد الحكيم قرقوز”، بطل الجمهورية لكرة الطاولة للمعاقين، وهو من مدينة القصير بريف حمص، وقتل تحت التعذيب في فرع المخابرات الجوية بدمشق، بعد اعتقال دام نحو ثلاثة أشهر، إضافة إلى “صبحي سعدو العابد”، بطل العالم للمصارعة، حيث كان قد توج بالعديد من البطولات الدولية، وقتل برصاص قناص القوات الحكومية في شارع الدبلان بحمص عام (2012).
وأكدت الشبكة مقتل “أحمد ملندي”، بطل سوريا فى الشطرنج، والذي شارك في عدة مباريات دولية، وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة حلب، ويبلغ من العمر (24) عاما، وقتل نتيجة قصف القوات الحكومية لمدينة إدلب في (16) نيسان/أبريل (2012)، إضافة إلى مقتل “مروان عرفات”، وهو رئيس اتحاد كرة القدم السابق، وأيضاً مدير معهد التربية الرياضية بدمشق سابقاً، وقتل في قصف الطيراني المروحي التابع للجيش السوري، وتحديداً مقابل فندق “الكويت” على الأوتستراد بين جسر صيدا، ومفرق جسر قرية “أم الميادين”، و”الطيبة”، بدمشق في (13) حزيران/ يونيو (2012).
من جانب آخر، أوضحت الشبكة أن “القوات الحكومية اعتقلت ما لا يقل عن (185)، رياضيا تنوعت مساهماتهم في الثورة السورية، بين من اشتغل بالحقل الإغاثي، أو الإعلامي، أو حتى العسكري، حيث اعتقل كثير منهم من داخل منازلهم، أو أنديتهم الرياضية، أو أمام زملائهم، على خلفية مواقف سياسية معارضة للنظام الحاكم، أو حتى لمجرد رفض إبداء التأييد لبشار الأسد”.
وأكدت الشبكة أنه “لا يزال حتى تارخ إصدار التقرير أمس، ما لا يقل عن (47) رياضيا من مختلف الألعاب، متواجدون ضمن مراكز الاحتجاز، ويتعرضون لألوان التعذيب المختلفة، ومن أبرزهم الدكتورة “رانية محمد العباسي”، بطلة سوريا والعرب فى الشطرنج، حيث تم اعتقالها مع زوجها “عبد الرحمن ياسين”، وأطفالها الستة (ديمة (14) سنة، وانتصار (11) سنة، ونجاح (9) سنوات، وولاء (8) سنوات – وليان سنة ونصف)، وذلك بعد اقتحام قوات الأمن السورية لمنزلها بحي دمر بدمشق في (11) آذار/مارس 2013”.
واعتقلت القوات الحكومية، بحسب الشبكة أيضا، “طارق عبد الحق”، لاعب منتخب سوريا الأول، ونادي تشرين الرياضي بكرة القدم، بتاريخ (25) كانون الأول/ ديسمبر 2012، ولم تعلم عائلته عنه شيئا منذ تلك اللحظة.
وفي الجزء الأخير من التقرير، تناولت الشبكة موضوع الإعاقات التي تسببت بها عمليات قوات النظام للرياضيين، حيث لم تميز “صواريخ سكود، والقنابل البرميلية، والعنقودية، والغازات السامة، وغيرها، بين رياضي، أو مدني، أو عسكري.
واستعرضت الشبكة أمثلة عن ذلك، منها إصابة الملاكم ناصر الشامي (30 عاما)، البطل العالمي في الملاكمة، والحاصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا (2004)، الذي أصيب بجروح، أعاقته عن ممارسة رياضة الملاكمة، جراء تعرضه لإطلاق النار من قبل القوات الحكومية، أثناء اقتحامها مدينة حماة في (4) حزيران/يونيو (2011)، ونقل فيما بعد للعلاج في ألمانيا، ويذكر أنه حقق ذهبية دورة الألعاب العربية عام (2007)، وذهبية دورة آسيوية في (2004)، والتي أهلته للمشاركة في أولمبياد أثينا، حيث حقق فيها الميدالية البرونزية.
وطالبت الشبكة من جميع المنظمات الحقوقية، والرياضية العربية، والعالمية، تحمل مسؤولياتها تجاه المعتقلين، والمختفين الرياضيين، في سوريا، وذلك باستغلال بطولة كأس العالم، عبر إصدار قرار ملزم يجبر النظام السوري بالإفراج عن جميع النشطاء السلميين المحتجزين منهم.