قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت 72 أسلوبا للتعذيب، لا يزال النظام السوري يمارسه في مراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له، وفق تقرير نشرته الشبكة، الإثنين.
وطالبت الشبكة الكونغرس الأمريكي بإقرار مشروع “قيصر” الذي يهدف لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، بعد تعرفها على هوية 801 شخصاً، من الذين ظهروا في صور التعذيب بالمسربة.
ويحمل مشروع القانون، اسم “قانون قيصر”، نسبة إلى الاسم الحركي للضابط المنشق عن النظام السوري، والذي سرب آلاف الصور للانتهاكات بحق المعتقلين في سجون نظام الأسد.
ما لا يقل عن 1.2 مليون مواطن سوري، مرَّ بتجربة الاعتقال في سجون النظام السوري منذ بدء الثورة عام 2011، بينهم 130 ألف لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.
ذكر التقرير الذي جاء في 62 صفحة، أن التعذيب داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري لا يزال مستمراً حتى الآن.
أكد التقرير أن نظام الأسد لم يعترف بعمليات التعذيب أو يحقق فيها، بل دعم الضباط الذين أصدروا أوامر التعذيب، ومنحهم مناصب عالية.
سخّر نظام الأسد مؤسسات الدولة لإخفاء عمليات التعذيب، عبر تسجيل القتلى والمختفين قسريا في مراكز الاحتجاز على أنهم متوفون.
منذ مارس/ آذار2011 حتى سبتمبر/ أيلول 2019 قتل ما لا يقل عن 14298 شخصاً بسبب التعذيب، بينهم ما لا يقل عن185 شخصاً قتلوا منذ مطلع عام 2019، و178 طفلاً و63 سيدة، بحسب التقرير.
قتل57 شخصا بينهم طفلين و14 سيدة بسبب التعذيب على يد تنظيمات إسلامية، 32 منهم قتلوا في سجون تنظيم الدولة بينهم طفل و14 سيدة، فيما قتل 25 آخرين بينهم طفل في سجون هيئة تحرير الشام.
قُتل 43 شخصاً بينهم طفل وسيدة بسبب التعذيب في سجون المعارضة السورية.
قُتل47 شخصاً بسبب التعذيب بينهم طفل وسيدتان على يد قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية.
ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.وفقاً للتقرير، تعددت أنماط التعذيب التي استخدمتها نظام الأسد داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومورست بشكل واسع، ولا يكاد يوجد معتقل ناج لم يتعرض لأحد هذه الأساليب أو لعدد منها معا.
صنف التقرير أنماط التعذيب ضمن سبعة محاور أساسية، ويتفرع عن كل نوع عدة أساليب ثانوية بما يشكل مجموعه 72 أسلوب تعذيب متبع من قبل قوات النظام السوري بحق المحتجزين.
نوه تقرير الشبكة، إلى إمكانية وجود أساليب أخرى لم يتم التعرف عليها وتوثيقها، مشيرا إلى أن المعتقل قد يتعرض إلى أساليب تعذيب متنوعة وعديدة خلال جلسة تعذيب واحدة.
بحسب التقرير فإن أنماط التعذيب الرئيسية هي التعذيب الجسدي ويضم 39 أسلوباً والإهمال الصحي وظروف الاحتجاز ويتضمن 6 أساليب.
من الأنماط الأخرى الرئيسية العنف الجنسي ويضم 8 أساليب، والتعذيب النفسي وإهانة الكرامة الإنسانية ويضم 8 أساليب والتعذيب في المشافي العسكرية وتضمن 9 أساليب، إضافة إلى أعمال السخرة وظاهرة الفصل.
أشار التقرير إلى أنه حدد مؤخرا هوية 29 شخصا ظهروا في صور قيصر المسربة من المشافي العسكرية، لافتا إلى أن التقارير السابقة الصادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان كان قد حددت هوية 772 ضحية.
وزع التقرير الحالات الـ 801 بحسب المحافظات وكانت النسبة الأعلى من الضحايا الذين تم التعرف على هوياتهم من محافظة ريف دمشق بـ 65.42 %، تليها محافظة درعا بـ 25.84 % وثالثاً محافظة حمص بـ 2.62 %.
مشروع قانون قصير يفوض الخارجية الأمريكية لتوفير الدعم لجمع الأدلة، بهدف محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا.
يقضي المشروع بفرض عقوبات على من يتعامل اقتصاديا مع النظام السوري، أو يوفر له التمويل، أو طائرات للخطوط الجوية السورية، أو يلعب دوراً في مشاريع الإعمار، أو يوفر الدعم لقطاع الطاقة.
مشروع قيصر يفرض عقوبات على الأفراد الأجانب الذين ينشطون كمتعاقدين عسكريين، أو في ميليشيات تقاتل لصالح النظام السوري وروسيا وإيران داخل سوريا، أو نيابة عن هذه الأطراف.