رجحت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وقوف “هيئة تحرير الشام” وراء حادثة اغتيال الناشطين الإعلاميين رائد فارس وحمود جنيد في مدينة كفرنبل بريف إدلب.
ونشرت الشبكة الحقوقية تقريرًا اليوم، الأربعاء 28 من تشرين الثاني، حللت فيه أدلة ومعلومات مرتبطة بحادثة الاغتيال، واعتمدت بذلك على الشخص الوحيد الناجي من العملية وهو الناشط علي الدندوش، إلى جانب عدد من شهود عيان من مدينة كفرنبل.
وقالت الشبكة إن “التنظيمات الإرهابية” تهدف بشكل واضح إلى القضاء على الحركات المدنية المطالبة بالديمقراطية، لأن هذه الحركات بجميع رموزها تشكل خطرًا على شرعيتها.
وأضافت أن المجتمع السوري عندما يكون بعيدًا عن إرهاب الأجهزة الأمنية للنظام السوري والتنظيمات المتطرفة سينحاز إلى الحركة المدنية المجتمعية.
وكان الناشطان اغتيلا في إدلب، الجمعة الماضي، على يد ملثمين كانوا يستقلون سيارة “فان”، أطلقوا عليهما النار وسط مدينة كفرنبل.
وأثارت حادثة الاغتيال في مدينة كفرنبل بريف إدلب ردود فعل واسعة محليًا وعالميًا، كون رائد وحمود من أبرز الناشطين في محافظة إدلب الذين عملوا في الحراك المدني منذ مطلع أحداث الثورة السورية في 2011.
ثلاث شهادات
وأوضحت الشبكة في تقريرها أنها تمكنت من جمع صور للسيارة بعد استهدافها، إضافةً إلى خريطة لسير السيارة التي كان يقودها فارس، معتمدةً بذلك على ثلاث شهادات دفعت بالاعتقاد إلى أن “تحرير الشام” هي الطرف المسؤول عن الاغتيال.
وفي التفاصيل التي استعرضها التقرير، طاردت سيارة رمادية اللون نوع “فان” سيارة رائد وحمود في أثناء توجههما من مكتب “اتحاد المكاتب الثورية” باتجاه منطقة السوق، وأطلقوا النار عليها بعد توقفها أمام منزل كانا ذاهبين إليه.
وبعد تنفيذ العملية انسحب المسلحون على الفور، وتجمع أهالي المدينة على صوت إطلاق الرصاص وحاولوا إسعاف رائد وحمود، بينما نجا الشخص الثالث الذي كان برفقتهم بعد احتمائه في المقعد الخلفي للسيارة.
وبحسب التقرير نفذ المخططون عملية الاغتيال في أثناء وجود معظم الأهالي في المساجد لأداء صلاة الجمعة، الأمر الذي يسهل عليهم التحرك في المدينة وإتمام العملية دون إمكانية الوصول إلى هويتهم.
وأوضح أن السيارة بعد تنفيذ العملية توجهت شرقًا، ومن ثم باتجاه وسط المدينة وفقد إثرها بعد ذلك، مع الإشارة إلى أن “تحرير الشام” تضع حواجز لها على المداخل الشمالية والغربية للمدينة، فيما لا توجد حواجز على الجهة الجنوبية والشرقية.
وقالت الشبكة إن “تحرير الشام” هي الجهة المسيطرة بشكل كامل على كفرنبل، وبالتالي هي التي تتحمل مسؤولية حماية أهلها أولًا، ولم يصدر عنها أي تنديد أو تحقيق بحادثة الاغتيال.
وأضافت “حتى الآن ومن خلال حديثنا مع عدد كبير من الأهالي، ومع الناجي الوحيد وما تم سوقه من معلومات فإن تحرير الشام هي الأغلب الجهة التي قامت باغتيال رائد وحمود”.
تهديدات قبل أيام
وقال الناجي علي الدندوش إنه لم يتعرف على أي شخص ممن أقدموا على عملية الاغتيال.
وأضاف “منذ شهرين وبعد اعتقال المحامي ياسر السليم بتنا ننام (مع رائد وحمود) في أماكن متعددة ونتخفى قدر المستطاع احترازًا من أن يتم استهدافنا”.
وأشار “كان رائد موقنًا أن تحرير الشام لن تعتقله بل ستقتله، وكانت تصله تهديدات شبه يومية عبر اتصالات هاتفية من أرقام مجهولة تهدده بالقتل”.
بينما قال محمود الفارس، نجل رائد، للشبكة إن والده تلقى تهديدات عديدة بالقتل من “تحرير الشام” وآخرها قبل أسبوع، لكنه لم يهتم بالموضوع كعادته “فقد كان موقنًا أن نهايته القتل (…) لم يكن لوالدي خصوم غير النظام السوري وأتباعه”.
وكان رائد فارس مديرًا لراديو “فريش” المحلي في كفرنبل، والذي ينتقد الجماعات المتشددة ومن بينها “هيئة تحرير الشام”.
وشغل أيضًا مدير “اتحاد المكاتب الثورية” (URB).
بينما عمل جنيد مصورًا وثق أحداث الثورة والانتهاكات في إدلب على مدار سبع سنوات.
ونشط الفارس وجنيد في المظاهرات السلمية ضد النظام السوري، وقد تعرضا سابقًا لتهديدات بالاعتقال أو التصفية.
وسبق أن اعتقلت “جبهة النصرة” رائد الفارس والناشط الإعلامي هادي العبدالله، بعد اقتحام مقر راديو “فريش”، في 10 من كانون الثاني 2016.