وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تفاصيل الهجوم الكيميائي، الذي يُتهم النظام السوري بشنه ضد مدنيي مدينة خان شيخون في إدلب، وراح ضحيته العشرات.
وفي تقرير حصلت عنب بلدي على نسخة منه اليوم، الاثنين 29 أيار، وحمل عنوان “القوات الروسية أيَّدت غالبًا قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي”، أشارت الشبكة إلى أن روسيا كانت على معرفة بالهجوم قبل بدئه.
طائرات روسية استهدفت نقاطًا طبية
جاء في التقرير أن الهجوم بدأ قرابة الساعة 06:49 في الرابع من نيسان الماضي، ونفذته طائرات ثابتة الجناح من طراز “SU-22″، تابعة لقوات النظام، مستهدفة الحي الشمالي من خان شيخون بأربعة صواريخ، كان أحدها محملًا بغاز سام.
وقتل إثر الهجوم 85 شخصًا، معظمهم من الأطفال، وتضرر العشرات، وفق مديرية صحة إدلب، بينما قالت الشبكة إنه قتل 91 مدنيًا خنقًا، بينهم 32 طفلًا و23 امرأة، بينما أصيب أكثر من 520 آخرين.
ووثقت الشبكة غارات جوية “أعاقت بشكل كبير عمليات الإسعاف ونقل الحالات الحرجة إلى مشافٍ ومراكز طبية على الحدود التركية”.
التقرير تحدث عن هجمات روسية استهدفت مركزًا طبيًا، ومقرًا لمنظمة “الدفاع المدني”، قدّما الإسعاف لمصابي الهجوم، مشيرًا إلى أن “روسيا متورطة بشكل مخزٍ في الهجمات”.
“نيّة مبيّتة”
واعتمدت الشبكة على مقابلات من ناجين أصيبوا في الهجوم، وأطباء قدموا العلاج للمصابين، كما احتوى على شهادات لمراقبين التقطوا إشارات الرادار الخاصة بالطائرات، وتتبعوا المكالمات بين الطيار والقاعدة الجوية التي أقلع منها(الشعيرات في حمص).
واستهدفت أمريكا مطار الشعيرات بعشرات صواريخ “توماهوك”، ردًا على الهجوم في خان شيخون، وجلب تأييدًا واسعًا قابله استهجان من دول مختلفة.
وترى الشبكة أن الهجوم “يحمل نيّة مبيّتة لدى النظام لتنفيذ الهجوم، وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجرًا، والغارات التي استهدفت المراكز الطبية قبل الهجوم وبعده، إضافة إلى أخرى استهدفت الطرق المؤدية إلى المدينة.
وقالت روسيا عقب الهجوم، إن النظام استهدف مخزنًا لتصنيع الأسلحة الكيميائية في خان شيخون، إلا أن التقرير أكد أنه “لا أدلة تدعم الرواية على الأرض، فالحي الشمالي المستهدف سكني، ولا تُشير التحقيقات التي خلصنا إليها لوجود أية مخازن في المنطقة”.
ويعتقد استخدام النظام لغاز السارين في الهجوم، إلا أن التقرير لفت إلى “ضرورة اشتعال نار شديدة، خلال محاولة تصنيع ذلك الغاز في المنطقة، وهذا ما لم يُسجل من خلال الصور ومقاطع الفيديو والروايات”.
مطالب وتوصيات
أوصى التقرير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة دعم الآلية الدولية المحايدة المنشأة بقرار الجمعية العامة الصادر في 21 كانون الأول 2016، وفتح محاكم الدول المحلية التي لديها مبدأ الولاية القضائية العالمية، لملاحقة “واحدة من أخطر جرائم الحرب في هذا العصر، وهي استخدام الأسلحة الكيميائية”.
كما حثّ لجنة التحقيق الدولية على المباشرة بالتحقيق في الحادثة والقصف الذي سبقه، لتحديد المتورطين، مؤكدًا على “ضرورة الضغط من قبل الأعضاء الأربعة الدائمين في مجلس الأمنـ على الحكومة الروسية لوقف دعمها للنظام السوري، وكشف تورطها”.
وختمت الشبكة مطالبةً روسيا بالتوقف عن استخدام الفيتو، بهدف حماية النظام المتورط بتنفيذ جرائم ضد الإنسانية، داعيةً مجلس الأمن “لتسليط الضوء بشكل أكبر على خرق النظام السوري لقراراته”.
وتُقدّر الشبكة احتياجات المناطق التي تتعرض للقصف، بما لا يقل عن 20 ألف قناعٍ واقٍ، إضافة إلى معدات لإزالة آثار التلوث الكيميائي.
وكانت أحصت في 25 تقريرًا استخدام النظام لأسلحة كيميائية، وبلغ عدد الهجمات 33 هجمة، جميعها بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118، الصادر في 27 أيلول 2013، إضافة إلى هجمات أخرى تلته.