“رهَق الصغار”.. ظروف قاسية لعمالة أطفال سوريا في الأردن

أصدر كل من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من جنيف، والشبكة السورية لحقوق الإنسان من لندن، تقريرًا مشتركًا اليوم، الخميس 26 أيار، تناول ظاهرة عمالة الأطفال السوريين في الأردن.

وتجاوز عدد الأطفال السوريين الذين يعملون في الأردن حاجز 60 ألفًا، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أنهم يعانون من ظروف قاسية لا تتوقف عند تدني الأجور أو العمل لساعات طويلة وشاقة، بل تمتد إلى تعرضهم أحيانًا للاستغلال والعنف وظروف العمل الخطرة، مع ضعف في الرقابة والمساءلة الحكومية.

“رهَق الصغار”
التقرير، الذي جاء بعنوان “رهَق الصّغار: عمالة أطفال سوريا اللاجئين في الأردن”، أوضح أن 51.4% من مجموع اللاجئين السوريين (قرابة 1.3 مليون) هم من الأطفال، بمجموع 668 ألف طفل، إضافة إلى أن 41% من مجموع اللاجئين من فلسطينيي سوريا (16 ألف لاجئ) أطفال أيضًا، بمجموع 6560 طفلًا.

وبين التقرير أن الأسباب التي تقف وراء عمل أطفال سوريا في الأردن متعددة، أبرزها “ارتفاع تكاليف المعيشة، فيما لا تشمل المساعدات النقدية المباشرة المقدمة من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) سوى قرابة 10% فقط من مجموع اللاجئين”.

وتعاني كثير من العائلات من فقدان المعيل، وفق التقرير، الذي لفت إلى أن 30% من الأسر الفلسطينية السورية في الأردن تعيلها نساء.

ولفت التقرير، الذي جاء مع اقتراب اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، في 12 حزيران المقبل، إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من ظروف قاسية أثناء ممارستهم للعمل، ويجبرون على العمل لساعات طويلة تتجاوز ثمانية ساعات يوميًا، كما أن 80% منهم لا يحصلون على إجازات، ويعملون مقابل أجور متدنية تتراوح بين 90-150 دينارًا شهريًا (127-211$)، أي أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور في الأردن.

إصابات عمل استدعت تدخلًا طبيًا
واستنادًا إلى إحصاءات دولية، قال التقرير إن 36.9% من عينة شملت 368 طفلًا من السوريين العاملين في الأردن، تعرضوا لإصابات عمل استدعت تدخلًا طبيًا، فيما أفاد أن 24% من الأطفال الذين يعلمون في مخيم الزعتري، لم يتقاضوا أجرًا مقابل عملهم، وتعرض 15% منهم لعنف جسدي أثناء ممارسة العمل.

وأشارت المنظمتان إلى أنه ورغم أن قانون العمل الأردني ينص على منع تشغيل الأطفال دون 16 عامًا، إلا أن ذلك “لم ينعكس على الواقع، بسبب ضعف الرقابة الحكومية في التطبيق وغياب المفتشين الخاصين بضبط عمالة الأطفال، إضافة إلى غياب العقوبات بحق من يشغل الأطفال أو استغلالهم”.

توصيات ودعوات
وأوصى التقرير في ختامه الحكومة الأردنية بتخصيص مفتشين للكشف عن حالات عمالة الأطفال، وفرض عقوبات رادعة بحق أصحاب العمل الذين يشغلون الأطفال ويستغلونهم، مع إصدار إحصاءات سنوية لتسهيل متابعة الأزمة، وتسهيل إجراءات منح إذن العمل للأيدي العاملة السورية، ومعاملة فلسطينيي سوريا في الأردن أسوة بأقرانهم من السوريين.

كما دعا المنظمات الدولية العاملة في قطاع اللاجئين، إلى تكثيف دورها في مكافحة عمالة الأطفال السوريين في الأردن، وتوفير الدعم الكافي للجهات الرسمية وللاجئين أنفسهم لتغطية النفقات الأساسية اللازمة لمعيشتهم، وتوفير برامج التعليم البديل للأطفال.

… https://www.enabbaladi.net/arc

553 هجمة على المنشآت الطبية في سوريا منذ عام 2011

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نشرت تقريرًا، في 6 من كانون الثاني، وثقت فيه مقتل 91 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني والعاملين في...

ثلاثة إعلاميين قتلوا في سوريا خلال تشرين الأول 2017

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها الشهري الخاص، الانتهاكات بحق الإعلاميين من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا، خلال تشرين الأول الماضي. وفي تقرير...

ألمانيا تطلق المحاكمة الأولى من نوعها بحق عنصرين موقوفين من المخابرات السورية

وبلغت حصيلة الضحايا الذين قضوا جراء التعذيب في السجون السورية نحو 14 ألفًا و300 حالة، وفقًا لإحصائيات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، منذ آذار 2011...

تحقيق “نيويورك تايمز” عن التعذيب في السجون: كيف سحق بشار الأسد المعارضة؟

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحقيقًا تناول أوضاع المعتقلين في السجون السورية وكيف يتم تعذيبهم. وعنونت الصحيفة تحقيقها الصادر، السبت 11 من نيسان، بـ “داخل...

ستة إعلاميين قتلوا في سوريا خلال كانون الثاني

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين، من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا، اليوم الخميس 4 شباط. وسجل...

تقرير حقوقي: 60 مركزًا حيويًا استهدفوا خلال آذار

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري الخاص، اليوم الجمعة 8 نيسان، ووثقت المراكز الحيوية المعتدى عليها من قبل أطراف النزاع في سوريا خلال...