وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثمانية إعلاميين في سورية، خمسة منهم على يد النظام السوري والروسي، وإصابة ثمانية أخرين، خلال شهر أب/ أغسطس الماضي، كما وثقت اعتقال أربعة صحافيين خلال الشهر ذاته، وذلك من خلال تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين، من جميع أطراف النزاع في سورية، والذي اعتمدت فيه الشبكة -بشكل رئيس- على أرشيفها وتحقيقاتها، إضافة إلى روايات أهالي وأقرباء الضحايا، والمعلومات الواردة من الناشطين المحليين، وتحليل الصور والفيديوهات التي أوردتها، كما نوه التقرير إلى أن جميع الإحصاءات والوقائع لا تمثل سوى الحد الأدنى من الجرائم والانتهاكات التي حصلت، بسبب الصعوبات والتحديات الأمنية واللوجستية في الوصول إلى جميع المناطق.
وفصّل التقرير توزع القتلى بالشكل التالي: أربعة إعلاميين على يد القوات النظامية، وواحد بسبب القصف الروسي، و2 على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين تم توثيق مقتل إعلامي على يد جهة مجهولة لم يتم تحديدها، أما المصابون فأربعة على يد القوات النظامية، وأربعة آخرون بسبب القصف الروسي، في حين وثق التقرير اعتقال أربعة إعلاميين أُفرج عنهم من قوات الأسايش التابعة لـ “لإدارة الذاتية”، كما وثقت حالة إفراج عن إعلامي من القوات النظامية، وحالة أخرى من مركز احتجاج، لم يتمكن التقرير من تحديدها الجهة التي تتبع لها، كما تم تسجيل حادثة اعتداء على مكتب الإعلامي من القوات الروسية، وحادثة اعتداء بالضرب على إعلامية من الأسايش التابعة للإدارة الذاتية.
أكد التقرير أن واقع العمل الصحفي في سورية يتدهور بشكل كبير، خاصة في ظل عدم اكتراث المنظمات الإعلامية الدولية لما يتعرض له الصحافيون من أوضاع مأسوية، تسببت بتراجع التغطية الإعلامية لما يحدث في سورية خلال هذه السنة، مقارنة بالسنوات الماضية، منوهًا -في الوقت ذاته- إلى أن الصحافي يُعد شخصًا مدنيًا، بحسب القانون الدولي الإنساني، بغض النظر عن جنسيته، وأي هجوم يستهدفه -بشكل متعم-د يرقى إلى جريمة حرب، وهو ما يحدث على نطاق واسع في سورية.
كما حذر التقرير الإعلاميين الذين يقتربون من أهداف عسكرية، بأن تصرفهم يكون بناء على مسؤوليتهم الخاصة، لأن استهدافهم في هذه الحالة قد يعد من ضمن الآثار الجانبية، وهو ما ينطبق على الصحافي الذي يشارك مباشرة في الأعمال القتالية، حيث يعد فاقدًا للحماية التي يتمتع بها الصحافي في القانون الدولي الإنساني، وخاصة بالنسبة لما بات يعرف اصطلاحًا بالمواطن الصحفي، والذي بات يلعب دورًا مهمًا في نقل ونشر الأخبار وخاصة في سورية، وهو ليس بالضرورة شخصًا حياديًا، كما يفترض أن يكون عليه حال الصحفي، وإن صفة المواطن الصحفي تسقط عنه عندما يحمل السلاح، ويشارك بصورة مباشرة في العمليات القتالية الهجومية، وطوال مدة مشاركته فيها، وأوضح التقرير -أيضًا- أنه يجب احترام الإعلاميين، سواء أكانت لديهم بطاقات هوية للعمل الإعلامي، أم تعذر امتلاكهم لها، بسبب العديد من الصعوبات.
وأوصت الشبكة في نهاية التقرير لجنة التحقيق الدولية بإجراء تحقيقات حول استهداف الإعلامين، وطالبت مجلس الأمن بإحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية السورية، داعية إلى ضرورة التحرك الجاد والسريع؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العمل الإعلامي في سورية، من خلال ضمان سلامة الإعلاميين، كما طالبت المؤسسات الإعلامية العربية والدولية لمناصرة الإعلاميين السوريين من خلال نشر تقارير دورية عن المأساة اليومية التي يتعرض لها الإعلاميون في سورية وتخليد ذكراهم.
… https://geroun.net/archives/66