وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 154 مدنياً بينهم 15 طفلاً و19 سيدة في الهجمات التي شهدتها محافظة السويداء يوم الأربعاء 25 تموز الماضي، وذلك في تقرير أصدرته تحت عنوان “محافظة السويداء بين إرهاب النِّظام السوري وتنظيم داعش”.
وقالت الشبكة اليوم الثلاثاء، إن جميع المؤشرات تدل على تنفيذ تنظيم الدولة هجوم السويداء بالتنسيق مع نظام الأسد، وذلك عبر نقل عناصر التنظيم من مخيم اليرموك إلى البادية الشرقية التابعة للسويداء، ثم إخلاء قوات النظام لمواقعها في ريف السويداء الشرقي، والانسحاب من أهم نقاط المراقبة في البادية وهي نقطة الدياثة وسحب الأسلحة التي وزَّعتها على “اللجان الشعبية”.
وأوردَ التَّقرير شهادتين تحدَّثتا عن قطع التيار الكهربائي والاتصالات الأرضية في السويداء بالتَّزامن مع عمليات الاقتحام التي قام بها التنظيم؛ ما سهَّل تسلل العناصر التي ارتكبت الهجمات وصعَّب على الأهالي طلب الاستغاثة والتَّعرف الفوري على هوية المهاجمين.
وأشارت المنظمة إلى أن الهجوم يقف وراءه النظام الذي ساعد في تنفيذه بهدف دفع أهالي المحافظة إلى طلب حماية الأخير، وبالتالي عودة سيطرته تدريجياً على المنطقة، والضغط على الطائفة الدرزية من أجل تسليم عشرات آلاف الشباب للمشاركة في القتال إلى جانب قواته.
وذكر التقرير أن السويداء شهدت سلسلة من الهجمات يوم الأربعاء 25 تموز الماضي بين الساعة 05:00 و 07:00، حيث قامت عناصر مسلحة تحمل أحزمة ناسفة بتفجير نفسها في عدة أحياء من مدينة السويداء في سوق الخضار وعند دوار المشنقة، ودوار النجمة وفي حي المسلخ، وقد قتل إثرَ هذه الهجمات ما لا يقل عن 24 مدنياً بينهم سيدتان، وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين.
وتزامنت التَّفجيرات مع عمليات اقتحام لـ 8 قرى في الريف الشرقي والشمالي الشرقي للمحافظة وهي قرى الشبكي – المتونة – السويمرة – الشريحي- غيضة حمايل – دوما- طربا – رامي، حيث هاجم العناصر المنازل ونفَّذوا عمليات قتل ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص، وسجَّل التقرير مقتل 130 مدنياً بينهم 15 طفلاً، و17 سيدة (أنثى بالغة)، إضافة إلى عمليات اختطاف لقرابة 29 مدنياً بينهم 18 طفلاً و10 سيدات من قرية الشبكي.
ووثقت المنظمة وفاة 3 رهائن وجنين واحد، من بينهم رهينتان تم إعدامهما (مهند أبو عمار، وثروت أبو عمار) وسيدة توفيت نتيجة إهمال صحي، وجنين توفيَ بسبب ولادة مبكرة.
وطالبت المنظمة بضرورة أن تقدم المفوضية السَّامية لحقوق الإنسان تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان وغيره من هيئات الأمم المتحدة عن هذه المذبحة والمجازر التي سبقتها باعتبارها علامة صارخة في ظلِّ مجازر يومية متفرقة أقلَّ حجماً.