وبحسب تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان تسبب الحصار في أوضاع كارثية لقرابة 1700 عائلة من أهالي مدينة مارع، حيث تمت محاصرة الأهالي من الجنوب قوات الأسد، ومن الغرب قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ومن الشرق تنظيم داعش، وأدى هذا الحصار لنزوح وتشرد ما لايقل عن 120 ألف شخص من مدن مارع وعندان، وبلدات حردتنين وتل جبين، ومسقان، ورتيان، وكفرنايا، وتل ماير.
135 ألف نازح
كما أكدت الشبكة على ضرورة دخول فوري للمساعدات العابرة للحدود للوصول إلى قرابة 135 ألف نازح على الحدود السورية التركية يعانون ظروفاً إنسانية غاية في الأسى والحرمان، كل ذلك وماسيظهر من نتائج اجتماعية وسيسلوجية تمتد لعقود إثر عدم الرغبة في إيجاد حل للكارثة السورية المستمرة منذ آذار 2011.
داعش يستهدف منازل المدنيين
وفي 27/ أيار/ 2016 شن تنظيم داعش هجوماً على مناطق سيطرة الثوار، و سيطر من خلاله على قرى كفركلبين وجبرين، وقطع الطريق الوحيد بين مدينتي مارع واعزاز وبذلك تم تشديد الحصار على مدينة مارع بشكل كامل فقد بات تنظيم داعش يحاصرها من جهات الشرق والجنوب والشمال، في حين تحاصرها قوات الإدارة الذاتية الكردية من الجهة الغربية.
و أضاف التقرير بأنه تبين أن القصف الذي ينفذه تنظيم داعش عشوائي ويستهدف الأحياء السكنية، والهدف منه الضغط على ماتبقى من مقاتلين لتسليم المدينة، كما استغرب الأهالي عدم وجود أي دور فاعل لقوات التحالف الدولي بقصف قوات داعش المحاصرة للمدينة والمكشوفة بشكل واضح، بل إن هناك اتهامات لقوات التحالف الدولي باستهداف قوات المعارضة المسلحة التي تدافع عن مدينة مارع يوم الأحد 29 أيار الجاري، وقتل 7 عناصر منها، في حين مازالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحقق في الحادثة.
حملة مزدوجة
و تزامنت هذه الحملة مع حملة عسكرية قادتها الإدارة الذاتية الكردية عبر قوات سوريا الديمقراطية الكردية (ذات أغلبية كردية تنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا فرع حزب العمال الكردستاني)، حيث اجتاحت مناطق تخضع لسيطرة الثوار وسيطرت على مدينة تل رفعت وبلدات دير جمال ومنغ وغيرها، ما تسبب بنزوح وتشرد واسع لأهلها، ومازال الآلاف منهم في العراء تقريباً على الحدود السورية التركية.
عمليات ابتزاز من قبل قسد
وفي السياق ذاته أوضح التقرير بأن قوات سوريا الديمقراطية الكردية تقوم بعمليات ابتزاز تهدف للحصول على مزيد من القرى والبلدات مقابل تسهيل مرور المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً، فبعد مفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة قامت بالسماح بمرور قرابة 700 عائلة عبر مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها منذ عدة أشهر، مقابل انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من قرية الشيخ عيسى.
وختم التقرير بأن أهالي مدينة مارع ينظرون إلى كل من تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكردية على أنهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما يسعى لبسط السيطرة والنفوذ ونهب ثروات الأراضي وانتهاك حقوق أهلها.
وتبدي الشبكة السورية لحقوق الإنسان تخوفها الشديد على مصير قرابة 12 ألف مدني محاصر ضمن مدينة مارع معظمهم من الأطفال والنساء، في حال اقتحام أي من الطرفين تنظيم داعش أو قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدينة، فإن ذلك سوف يعقبه انتهاكات واسعة وعمليات انتقام عشوائية، ويجب على مجموعة دعم سوريا تقديم الدعم العاجل لمدينة مارع، وايجاد سبل آمنة لحماية المدنيين فيها.
… http://orient-news.net/ar/news